“الأعلى للثقافة يتخلى عن الشعر العامي”.. بهذه الكلمات عبر شعراء ومحبو الشعر عن حزنهم لغياب فرع الشعر العامي عن الجوائز التي أعلنها المجلس الأعلى للثقافة هذا العام، مكتفيًا بفرع الشعر الفصيح فقط.
استثناء الشعر العامي.. لماذا؟
وكان المجلس أعلن بدء تلقي الأعمال الأدبية المشاركة في جوائز الدولة، غير أن غياب فرع الشعر العامي أثار حالة واسعة من الجدل والرفض داخل الأوساط الثقافية.
وفي أول رد فعل، أعلن الشاعر عبد الله ألماظ، الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2022، تبرؤه الكامل من الجائزة، قائلًا في بيان نشره عبر حسابه: “مساء الخير.. من شويه تم الإعلان عن فتح باب التقديم لجايزة الدولة التشجيعية لسنة 2026، وفيه كارثة حصلت وهي عدم الإعلان عن فرع شِعر العامية والاكتفاء بفرع شعر الفصحى وبس.”
وأضاف ألماظ: “لو الكلام دا حقيقي فأنا بعلن عن تبرأي الكامل من الجايزة بعد حصولي عليها سنة 2022، وعدم ارتباط اسمي بيها من قريب أو من بعيد. وأتمنى حد يتواصل معايا لتنسيق الموضوع دا ومسح اسمي من القايمة التاريخية للحاصلين عليها، وكمان تنسيق رجوع الجايزة المالية لخزانة الدولة.”
وأكد الشاعر أنه كان فخورًا بحصوله على الجائزة وكان يخطط للحديث عنها مع أبنائه مستقبلًا، لكنه لم يعد يرغب في ذلك، مضيفًا: “مش حابب ساعتها أقولهم كان فيه جايزة اسمها الدولة التشجيعية وأبوكم أخدها.”
ووصف ألماظ قرار حجب فرع العامية بأنه “ظلم كبير لشعراء العامية”، داعيًا شعراء الفصحى قبل شعراء العامية إلى التضامن معه، ومطالبًا بمحاسبة المسؤول عن القرار “مهما كان منصبه أو علاقته بالجايزة”.
وختم منشوره بالقول: “ربنا يشهد إن القرار دا ملوش أي غرض للدعاية، خصوصًا إني ما اتكلمتش عن الجايزة أو حتى جبت سيرتها في أي منشور بعد حصولي عليها باستثناء يوم الإعلان عن فوزي بيها. وبالمناسبة أنا كنت أقدر أكتب البوست دا باللغة العربية الفصحى، بس قصدت اكتبه بالعامية.”
بيان المجلس الأعلى للثقافة
أعلن المجلس الأعلى للثقافة فتح باب التقدم لجوائز الدولة لعام 2026 (النيل، التقديرية، التفوق، التشجيعية)، موضحًا أن الفروع المعلنة تم تحديدها وفق اللائحة المعتمدة والمعايير التي تصدرها اللجان المختصة.
وأكد المجلس في بيانه أن أي تعديل أو حذف في الفروع يتم بقرار داخلي بعد عرض الأمر على اللجان الاستشارية، مشددًا على أن غياب فرع لا يعني إلغاء قيمته الأدبية أو الثقافية، وأن الباب مفتوح أمام إعادة النظر مستقبلًا.
وأضاف البيان أن المجلس يرحب بأي ملاحظات أو اقتراحات من الأدباء والشعراء بشأن الفروع، مؤكدًا التزامه بدعم جميع أشكال الإبداع والعمل على تحقيق العدالة الثقافية.