نضال منذ المهد
في قرية صغيرة تُدعى ” سييناغا دي أورو ” بشمال كولومبيا، وُلد غوستافو فرانسيسكو بيترو أورّيغو عام 1960.
لم يكن أحد يتوقع أن هذا الطفل المتمرد، الذي نشأ في بيت بسيط وعانى من الفقر والحرمان، سيصبح أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا ويصبح رمزًا للنضال في تاريخ بلاده، وصوتًا صارخًا في وجه أمريكا وإسرائيل على المستوى الدولي.
الحلم الأكبر يتحقق
التحق بيترو بحركة “M-19 ” المسلحة، التي كانت تعمل على مشروع التمرد ضد السلطة الحاكمة في كولومبيا أنذاك، بعد ذلك ذاع صيته حيث وصفته الصحافة الكولومبية “بالجندي المفكر الذي لا يحمل سلاح”، حيث كتب البيانات السياسية وخاض نقاشات عدة عن معنى العدالة والمساواة في الحقوق الخاصة بالوطن.
ومع توقيع اتفاق السلام الكولومبي عام 2016، تخلى “بيترو”عن السرية لينتقل إلى العمل السياسي العلني، ثم عضواً في البرلمان ثم سيناتورًا ورئيسًا لبلدية بوغوتا، قبل أن يحقق حلمه الأكبر عام 2022 بوصوله إلى سُدة الحكم في كولومبيا.
بيترو صوت الفقراء والمهمشين
منذ تصدره المشهد السياسي الكولومبي، لم يعِ بيترو بالشعارات الزائفة، بل رفع شعار “السلام الكامل” مع كل الجماعات المسلحة، وواجه لوبيات النفط والمناجم بسياسة بناءة تطور من شأن البيئة، وفي خضم تلك الإهتمامات لم يتجاهل الفقراء والمهمشين بل كان صوتًا لهم في جميع المحافل السياسية.
بيترو يتحدى ترامب
تصدر بيترو المشهد السياسي العالمي، حينما خرج عن صمته وتحدث بكل جسارة عن جرائم الاحتلال التي تُرتكب في شعب غزه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، بل لم يكتفِ بلغة الدبلوماسية المُخدِرة، واعتبر أن الصمت العالمي شراكة في الجريمة.
في إحدى خطاباته بالأمم المتحدة، طالب بتشكيل قوة دولية بل أعلن عن استعداده إرسال 20 ألف جندي لتكوين”جيش عالمي” لتحرير فلسطين من بطش الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، كما أعلن أن” دونالد ترامب”هو الشريك الأساسي في حرب الإبادة الجماعية في حق شعب غزة مؤكداً أن “ترامب” يجب أن يُقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية مع شريكه ” نتنياهو ” حتى يُصبحوا عبرة لكل الطغاة على مر التاريخ.
بيترو يدعو الأمريكيين للتمرد
بلغت شجاعة الرئيس الكولومبي بيترو ذروتها، حين أعلن خطاباً ثوريا في قلب ميدان “تايمز سكوير” دعا فيه الجنود الأمريكيين إلى العصيان ورفض أوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تتعارض مع أوامر الإنسانية كما أوقف صفقات عسكرية مع إسرائيل في رسالة رمزية قوية، مؤكدًا أن بلاده لن تكون شريكة في تمويل الاحتلال ليمارس جرائمه في حق شعب غزة الأعزل.