لم تكن لحظة عبور القناة بالنسبة للواء أركان حرب محمود سليمان عبد البر مجرد مشهد في معركة، بل كانت لحظة ميلاد جديد لوطنٍ وكرامةٍ مفقودة.
“أسعد لحظة في حياتي حين وصلت بدبابتي إلى الضفة الشرقية.. قفزت من الدبابة وسجدت لله شكرًا وقبّلت رمال سيناء”، هكذا يروي القائد الجسور الذي شهد بعينيه كيف تتحول الهزيمة إلى نصر.
ما قبل الحرب
قبل السادس من أكتوبر، كانت وحدات سلاح المدرعات تستعد في صمت، تُسلّم المتعلقات الشخصية وتتحفز للمعركة الكبرى، كان الجميع يعلم أن شيئًا عظيمًا يصنع في صمت الصحراء، وعندما صدر أمر القتال، تحركت الدبابات المصرية في نظام واحد نحو القناة، تحت سماء تمطر نارًا من الطيران الإسرائيلي، لكنها لم تتوقف.
المقاتل المصري يتفوق
يقول “عبد البر” إن إسرائيل امتلكت تفوقًا نوعيًا في الطائرات والدبابات، لكن المقاتل المصري تفوق بالعقل والجرأة والتدريب، فحوّل كل قطعة حديد في دبابته إلى سلاح فتاك في وجه العدو.
ويروي لـ “القصة” أنه في “الاثنين الأسود” 8 أكتوبر، تولى قيادة السرية بعد إصابة القائد، فنصب كمينًا محكمًا دمّر خمس دبابات معادية، ليُمنح بعدها نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس السادات.
النصر مدرسة الأجيال
اليوم، وبعد نصف قرن، لا يرى اللواء عبد البر في النصر مجرد معركة حربية، بل مدرسة للوعي والانتماء، “يجب أن نحمي عقول شبابنا من الغزو الفكري، وأن نغرس فيهم قيم الصبر والانتماء، وأن نرسخ ثقافة اقتصاد الحرب في مواجهة الأزمات”، يقول وهو يستعيد كلمات السادات: “سيجيء يوم نجلس فيه لا لنتفاخر، بل لنتذكر ونعلم أبناءنا قصة الكفاح ومرارة الهزيمة وحلاوة النصر”.