حور، ماسة، محمد، أو (صُنّاع السعادة) كما يطلق عليهم الجمهور، ثلاثة أشقاء تحولوا في سنوات قليلة إلى فرقة موسيقية صاعدة تحمل اسم “ثلاثة أخوات”، وتفرض حضورها على الساحة الغنائية المصرية والعربية بصوت مختلف وحضور لافت.
حدوتة عائلية
البداية كانت أقرب إلى الحكاية العائلية؛ أب موسيقي هو تامر نور، التقط موهبة ابنته الكبرى حور منذ طفولتها، حين كانت تردد خلفه مقاطع غنائية ببراءة لفتت انتباه الجميع. سرعان ما شجعها على دخول قصر الثقافة، ثم الكونسرفتوار، لتتحول الهواية إلى دراسة واحتراف. بعدها التحقت بها أختها الصغرى ماسة، التي أبهرت لجنة تحكيم أحد برامج المواهب الصغيرة، ثم جاء دور محمد ليكتمل الثلاثي في صورة فرقة متجانسة، يساندها والدهم بكل ما أوتي من قوة.
تجاوز الأغنية الخفيفة
ما يميز “ثلاثة أخوات” ليس فقط كونهم صغار سن، إذ تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، بل قدرتهم على المزج بين الكلاسيكي والمعاصر. يغنون التراث المصري بروح شبابية، ويؤدون الأغنيات الحديثة بلمسة موسيقية راقية، فيتجاوزون بذلك حدود “الأغنية الخفيفة” إلى مساحة أوسع من الإبداع.
أحدث أعمالهم، أغنية “هان تان”، حققت انتشاراً كبيراً عبر مواقع التواصل، لتضع اسمهم في مصاف الفرق التي يُنتظر جديدها بشغف، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل: شاكلاته، مارشميلو، ولحد ما نعجز.
تحديات
ورغم النجاح المبكر، لم تخلُ التجربة من تحديات. فالموازنة بين الدراسة والحفلات ليست سهلة، وتحقيق معادلة الانتشار من دون التنازل عن الجودة يظل معركة يومية. لكن الثلاثي يُصر على أن الفن بالنسبة لهم رسالة قبل أن يكون شهرة: نغني لأن الغناء حياتنا، لأنه الطريق الذي يجمعنا ويعرف الناس بنا.
اليوم، يقف “ثلاثة أخوات” كظاهرة لافتة في مشهد موسيقي يبحث عن التجديد. نجاحهم لا يقتصر على ملايين المشاهدات والمتابعين، بل في قدرتهم على أن يقدموا نموذجاً ملهماً: أن الفن حين ينشأ داخل الأسرة، ويُسقى بالشغف والالتزام، يمكن أن يتحول إلى مشروع جماعي يفتح أبواب المستقبل.
وبينما يواصل الثلاثي كتابة فصول حكايتهم على خشبات المسارح وعلى شاشات الهواتف، يبدو واضحاً أن “ثلاثة أخوات” ليسوا مجرد فرقة ناشئة، بل حلم موسيقي في طور التبلور، يحمل وعداً لجيل كامل يبحث عن صوته الخاص.