جاءت لجنة تطوير الإعلام التي شكلها الدكتور مصطفى مدبولي لتفتح الباب من جديد للحديث حول المشهد الإعلامي والحريات الصحفية والإعلامية المحاصرة منذ أكثر من 8 سنوات.
المعلومات المتواترة حتى الآن تشير إلى أن هناك ترتيبات جرت وتجري داخل أروقة السلطة لتغيير المشهد الإعلامي المستمر منذ سنوات، إلى آخر أكثر انفتاحًا، يتاح فيه مساحات أوسع للعمل الصحفي، ويتقبل وجود عدد من الوجوه التي لم تكن مؤيدة للسلطة طوال الفترة الماضية.
مصادر مطلعة قالت لـ”القصة” إن التحضير لتعديل المشهد الإعلامي بآخر جديد بدأ منذ نحو شهرين، باجتماع ضم مسؤولين على “أعلى مستوى”، واتفق المشاركون على أن الوقت قد حان لإجراء تغييرات على المشهد الإعلامي، ومنح الصحافة مساحات أوسع من الحرية، على أن تبقى القوانين هي التي تضبط الأداء الصحفي والإعلامي دون تدخلات خشنة كما حدث طوال السنوات التي مضت.
وخلال السنوات الماضية، فُرضت على وسائل الإعلام قيود واسعة تمثلت في غياب الأصوات المستقلة، وتوسع حجب المواقع الإخبارية – الذي تجاوز 600 موقع وفقًا لتقارير حقوقية – مما جعل المشهد الإعلامي أحادي الصوت، يفتقر إلى التعدد والتنوع.
كما تعرض عدد من الصحفيين للحبس الاحتياطي أو المحاكمات على خلفية عملهم المهني، الأمر الذي انعكس على ترتيب مصر في كثير من التقارير الدولية المعنية بحرية الصحافة والإعلام في العالم.
المصادر كشفت أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع رؤساء الهيئات الإعلامية الشهر الماضي، وتصريحاته اللافتة عن ضرورة وجود تنوع في وجهات النظر وحرية حقيقية للصحافة، جاء بعد الاجتماع المهم الذي يدشن لمرحلة إعلامية جديدة.
من جانب آخر، قالت مصادر إعلامية لـ”القصة” إن هناك اتجاهًا داخل الحكومة لعودة عدد من الوجوه الإعلامية المعروفة التي غابت عن الشاشات منذ سنوات، وتلك التي لم تكن قريبة من السلطة.
وأرجعت المصادر هذا الاتجاه الجديد إلى التغييرات الكبيرة التي أحدثتها حرب غزة في المنطقة، وجعلت هناك قناعة في الأوساط الرسمية بضرورة توحيد المجتمع بكل تنوعه، واحترام الاختلاف في بعض السياسات والقرارات.
وضربت مثالًا بعودة الإعلامي الشهير باسم يوسف إلى الإعلام المصري مرة أخرى، معتبرة أن قرار عودته هو أحد المؤشرات المهمة على تغييرات قادمة.
المصادر توقعت أن يبدأ التغيير بشكله الفعلي عقب انتخابات مجلس النواب التي تنتهي آخر العام الحالي، لافتة إلى أن اللجنة التي شكّلها رئيس مجلس الوزراء للعمل على تطوير الإعلام ستبدأ في تسليم تصورها العام إلى الحكومة خلال شهرين، وهو ما يتزامن تقريبًا مع انتهاء الانتخابات البرلمانية، وبداية مرحلة إعلامية بأفكار ووجوه جديد