أخبار هامة

رئيس مجلس الإدارة

محمود فؤاد

مدير التحرير

نور الدين نادر

الحكاية من أولها

رئيس التحرير

عمرو بدر

الحكاية من أولها

رئيس مجلس الإدارة

محمود فؤاد

مدير التحرير

نور الدين نادر

رئيس التحرير

عمرو بدر

لمياء أبو عايد

“صعيديات” ينتصرن على الثأر

نماذج نسائية مشرفة وملهمة، كسرت العادات، على غير العادة، وقلبت الموازين، وحولت فتنة إشعال نيران الثأر في صدور الرجال إلى بوابات للسلام، إذ أطلقن المبادرات التي تحض على السلام ووقف الخصومات الثأرية، وتأهيل السيدات لقبول الصلح.

المحطة الأولى على موعد مع حالة فريدة من نوعها، وُلد لديها السلام من رحم الانتقام، فقلبت الموازين بعقلها الناضج. هي المستشارة أماني أبو سحلي التي فقدت ابنها الشاب في خصومة بين عائلتها وعائلة أخرى بمركز فرشوط بمحافظة قنا، فقررت أن تعفو عن الدم وتسخر حياتها لإنهاء الخصومات عن طريق استهداف السيدات والأمهات من أصحاب الدم، من خلال مبادرة خرجت من رحم الوجع ليعم السلام على المجتمع.

فقد

أخبار ذات صلة

2758890_0
البيت الأبيض يهاجم لجنة نوبل بعد استبعاد ترامب: اختارت السياسة بدل السلام
IMG-20251010-WA0045
أولى مفاجآت الانتخابات.. محمود بدر يدرس الترشح مستقلًا على المقعد الفردي في شبين القناطر
19_2025-638927151280400421-40
موعد مباراة منتخب مصر أمام غينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026

تروي أبو سحلي قصتها لموقع “القصة”، فتقول المستشارة أماني أبو سحلي: “إن ابنها (ساهر) ذو الـ16 عامًا كان في طريقه إلى المدرسة الثانوية بمركز فرشوط، ثم أصيب بطلق ناري من عائلة الخصم، ففقد على إثره حياته”.

ومن هنا بدأت الحكاية، تقول: “جلست أنا وزوجي وقررنا أن نعفو عن القاتل ولا نرد الدم، وأن ننهي سلسلة الانتقام بين العائلتين، ونضع حدًا للصراع الذي راح ضحيته 17 شابًا، وذهبنا إلى عمرة لبيت الله الحرام، وبعد العودة رفضنا تدخل العائلة، وقلنا إن الثأر لا يعيد ابني إلينا”.

وتسرد “للقصة” قائلة: “بعدها أسست لجنة مصالحات نسائية تقوم فكرتها على إقناع السيدات أصحاب الدم بالعفو والسماح، لأنهن الوقود الذي يشعل نار الثأر أو يطفئها”.

تقوم أبو سحلي عند سماعها بأي خصومة ثأرية بزيارة أهل القتيل وتقديم واجب العزاء لهم، وتبدأ بعد ذلك بسرد قصتها عليهم وإقناعهم بالعفو، رافعة شعار “التار مش هيرجع اللي راح”.

وتشير أيضًا إلى أن عملية الإقناع تكون صعبة في بداية الأمر، لأن من المتعارف عليه في الصعيد أن ترك الدم يجلب العار والمعايرة، ولكن الأسر ترحب بها وتحترم تجربتها وتأخذها قدوة في العفو والتسامح، وقد ساهمت في إيقاف عشرات العمليات الثأرية من خلال التأثير على السيدات والرجال أصحاب الدم.

عادة متأصلة

كما أوضحت أن الدولة تهتم اهتمامًا شديدًا بهذه المبادرة وتدعمها بشكل كبير، وأنها تم تكريمها من السيدة انتصار السيسي ومن عدة جهات هامة في الدولة.

وتصرح الدكتورة بسمة سليم، استشاري الطب النفسي “للقصة”، قائلة: “إن عادة الثأر عادة متأصلة وراسخة في صعيد مصر منذ قديم الأزل، وعُرفت المرأة الصعيدية بقوتها وتشددها لفكرة الثأر، فالمرأة في الصعيد تربي أبناءها على أن الأخذ بالثأر من تمام الرجولة، وأن التخلي عنها يجلب العار”.

السر

وتشير “سليم” إلى حالة المستشارة أماني أبو سحلي، معلقةً: “هنا يظهر دور نور العلم والفرق بين المرأة المتعلمة والجاهلة”.

وتشيد بإعجاب شديد بما فعلته أبو سحلي، فهي ضربت مثلًا وقدوة يُحتذى بها في العفو عند المقدرة، ورغم الوجع والألم وفقد فلذة كبدها، إلا أنها اختارت السلام والتسامح، وإن دل ذلك فإنما يدل على قمة وعيها وثقافتها الواسعة.

كما أشارت “سليم” إلى أن أماني تتمتع بالثبات واستقلال الرأي الشديد، تركت خلفها رأي المجتمع وعاداته وتقاليده، وفعلت ما هو عين العقل، لأن الأخذ بالثأر لن يعيد من رحل.

قاضية عرفية تقتحم عالم الرجال 

صفاء عسران، فتاة في مقتبل العمر تعمل إعلامية في محافظة قنا، إحدى أكثر محافظات الصعيد التي لا تزال تُمارس فيها عادة الأخذ بالثأر، وهو ما أتاح لها متابعة هذه الظاهرة عن قرب بحكم طبيعة عملها.

كانت البداية تحديدًا منذ 13 عامًا، عندما اضطرت صفاء إلى التواجد بين مئات الرجال لتغطية مراسم صلح بين اثنتين من عائلات الصعيد.

في هذه المراسم، يحمل الشخص المراد قتله كفنه الأبيض على ذراعه ويسلمه إلى أسرة القتيل. وقد هز هذا المشهد صفاء من الداخل، خاصةً أنه تكرر كثيرًا على مرأى منها.

بعدها قررت صفاء عسران أن تكسر القاعدة في مجتمع مغلق تحكمه الأعراف، لا مكان فيه للنساء في مجالس الصلح ولا رأي بين الكبار. اقتحمت هذا المجال، ليست كإعلامية تغطي الحدث، ولكن كفرد يسعى لنشر الصلح والسلام.

دخلت هذا العالم ونجحت في أن تتواجد بين كبار رجال القبائل، وتقددم درعًا يسمى “درع التسامح” للشخص الذي يعفو عن الدم، تقديرًا له.

تأسيس مؤسسة لإنهاء الخصومة

كما أسست “عسران” أول مؤسسة في مصر والوطن العربي لإنهاء الثأر. وخلال أكثر من 13 عامًا، استطاعت أن تبني جسور الثقة في بيئة لا تعترف بسهولة بسلطة المرأة، وتمكنت من فض النزاع بين العديد من القبائل.

وتقول عسران إنها ساهمت في حل ما يقارب من 700 خصومة ثأرية على مستوى الجمهورية، وليس صعيد مصر فقط.

كما أطلقت مبادرة “صعيد بلا ثأر”، بدعم كبير من مؤسسة مصر الخير، وكانت صاحبة فكرة “يوم التسامح المصري بلا ثأر” في 2 سبتمبر من كل عام، والذي تحول إلى مناسبة وطنية وعربية للاحتفال بالأسر المتصالحة.

كما نظمت “عسران” أول إفطار جماعي في رمضان للأسر المتصالحة، حيث اجتمع القاتل وأهل القتيل على مائدة واحدة، وأكلوا من نفس الطبق، في مشهد أثبت أن التسامح ممكن.

كما أسست ملتقى “التسامح والسلام في جلسة صفا”، وهو لقاء يجمع كبار رجال المصالحات من مختلف المحافظات ليتعاونوا معًا في إنهاء الخصومات.

وحصلت على دعم من وزيرة التضامن السابقة، غادة والي، ومن مؤسسة مصر الخير، كما نالت العديد من التكريمات الرسمية والإعلامية، منها: تكريم فضيلة الدكتور علي جمعة (مفتي الجمهورية الأسبق)، وتكريم من وزير الشباب والرياضة ضمن مبادرات دعم الشباب الفعال، وتكريم من جامعة الدول العربية ضمن برنامج “جامعة الشباب العربي المتميز”.

نظمت صفاء عسران رحلات عمرة لمئات من أمهات ضحايا الثأر لتخفيف معاناتهن، وشاركت في تقديم الدعم النفسي للعديد من النساء اللواتي فقدن أبناءهن في نزاعات ثأرية، وأثبتت للجميع أن المرأة الصعيدية قادرة على إطفاء نار الثأر والمساهمة في السلام.

الشعار

وعلّقت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع “للقصة”، قائلة: “للمرأة دور خطير في إشعال نار الثأر في قلوب الرجال، فالمرأة كثيرة الكلام وتتفنن في إثارة هذه النقطة عند الرجال ببعض الجمل من قبيل (لو ما أخدتش تارك ما تبقاش ابني)، و(التار ولا العار)، والكثير من الجمل التي تحمل المعايرة”.

كما أشارت إلى أن الأعمال الدرامية والسينمائية ترسخ هذه الفكرة بشكل سلبي، وكأنها تزرع في العقول بذرة للعنف يمكن أن تنفجر في أي وقت.

وعلّقت قائلة عن صفاء عسران: “هذا الفعل العظيم الذي تقوم به ليس جديدًا على المرأة المصرية، فالمرأة المصرية حكمت العالم في عصر الفراعنة، وها هي صفاء تقتحم عالمًا صعبًا وتنجح فيه وتنشر السلام في مجتمع يعج بالعنف والانتقام، لتثبت للعالم أجمع أن المرأة قادرة على التأثير الإيجابي في كل المجالات”.

كما أشادت خضر، قائلة: “إنها تخاطب من خلال (القصة) القيادات الإعلامية والقائمين على صناعة الدراما والسينما لتسليط الضوء على النماذج الإيجابية مثل صفاء وغيرها من السيدات صاحبات التأثير الإيجابي في المجتمع”.

 

شارك

اقرأ أيضًا

شارك

الأكثر قراءة

Screenshot_20251010_123602
الجارديان: النرويج في حالة تأهب لردة فعل ترامب بعد عدم منحه نوبل
2758890_0
ليس ترامب.. نوبل للسلام تذهب إلى الفنزويلية ماريا كورينا
قفغفا
إعمار غزة.. من يأكل الكعكة؟
images - 2025-10-10T112921
الديوك الفرنسية في اختبار جديد أمام أذربيجان لحسم الصدارة مبكرًا

أقرأ أيضًا

Screenshot_20251006_093021
طقس اليوم الجمعة.. خريفي معتدل مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة
IMG-20251010-WA0026
"مقلد": اخترت العودة إلى شجر دمياط في "سكة بيضا"
أبوظبي تعلن استضافة كأس السوبر المصري
أبوظبي تعلن استضافة كأس السوبر المصري نوفمبر المقبل
«شات جي بي تي» يطلق متجر التطبيقات الذكية
"شات جي بي تي" يتيح استخدام التطبيقات الذكية داخل المحادثة