الصحفي أسامة الدليل، المعروف بعمله في صحيفة الأهرام، يوصف نفسه بأنه “قناص المناظرات”، بينما يطلق خصومه سهام النقد خصومه بسبب صوته العالي وأسلوبه الجدلي الغريب.
خطاب أسامة الدليل
برز الدليل بمواقفه السياسية غير التقليدية، لا سيما في القضايا المتعلقة بالعلاقات الدولية، وبرز أكثر بموقفه الحاد من المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، التي يوجّه لها اتهامات متكررة بالتواطؤ مع إسرائيل وتحميلها مسؤولية المآسي التي يعيشها الفلسطينيون.
يُعرف الدليل برفع سقف انتقاداته إلى حد مساواة حماس بالعدو الإسرائيلي، حيث صرّح في برنامج قابل للجدل بأن حماس وإسرائيل متساويان في الظلم والإجرام. وأضاف أن أحداث السابع من أكتوبر “لم تكن مقاومة بل مقاولة”، مؤكداً أن تلك العملية لم تحرر شبراً واحداً من الأرض، بل منحت إسرائيل ذريعة للتوغل أعمق في غزة. تصريحات كهذه عرضته لانتقادات واسعة وسخرية على منصات التواصل الاجتماعي.
ويواصل الدليل توجيه اتهاماته المثيرة للجدل، قائلاً إن “أيدي حماس ملطخة بالدماء المصرية منذ 2013 مثل إسرائيل”، رغم أن القضاء المصري برّأ الحركة من تلك الاتهامات. وتجاوز ذلك حين وصف الطرفين بأنهما “صهاينة”، مدعياً وجود تفاهمات بين حماس وتل أبيب تهدف لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وموجهاً أصابع الاتهام للقيادي موسى أبو مرزوق بدعم هذا الطرح. كما اتهم حماس بالتقاعس عن مواجهة إسرائيل في ممر فيلادلفيا، والسعي لجرّ مصر إلى ساحة الحرب عبر معبر رفح.
ولم تتوقف مواقفه عند هذا الحد، فقد أثار موجة غضب واسعة حين صرّح بأن “الـ60 ألف الذين قُتلوا في غزة قتلى وليسوا شهداء”، وهو تصريح اعتبره كثيرون استخفافاً بدماء الفلسطينيين.
الدليل الذي تم تقديمه باعتباره محللًا سياسيًا كبيرًا يتبنى خطابًا “شعبويًا” بائسًا، ولا يدرك وهو يطلق هرتلاته على القنوات الفضائية بأن كلماته وتحريضه على المقاومة الفلسطينية يضر أكبر الضرر بالمصالح المصرية في هذا الظرف الحساس، فكل هجوم من المغيبين على المقاومة معناه ببساطة المشاركة في هزيمة خط الدفاع الأول عن سيناء إذا ما نشبت مواجهات عسكرية، غير مستبعدة، بين الجيش المصري ودولة الاحتلال.
خطاب “الدليل” وتصدره للشاشات يدل على أنه لا يدرك، هو ومن يستضيفه، خطورة اللحظة، ، ولا يفهم أن التوتر وصل بين مصر ودولة الاحتلال إلى مداه، ولا يعي بأن العدو الرئيسي والدائم هو من يهدد سيادة مصر وأمنها القومي برغبته المجنونة في تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه في غزة إلى سيناء المصرية.
رغم كل الانتقادات الحادة، يواصل أسامة الدليل الظهور الإعلامي مرددًا نفس التصريحات الساذجة، مما يجعله دائماً أحد أبرز الأصوات المثيرة للجدل في المشهد العام.