أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرًا بإخلاء كامل لمدينة غزة، مما أثار التساؤلات: هل نحن أمام نكبة جديدة، أم أنها إبادة وتطهير عرقي بحق شعب غزة؟
وأكد جيش الاحتلال أن قواته بدأت توسيع العملية البرية شمالي القطاع، مشيرًا في بيانه إلى أنه هاجم أكثر من 850 هدفًا، واستهدف مئات ممن وصفهم بـ”الإرهابيين” في مدينة غزة خلال أسبوع واحد.
تجهيزات الاحتلال للعملية البرية
نشر جيش الاحتلال مقطعًا يوثق تدريبات لقواته على توسيع العمليات البرية، موضحًا أن الغارات الجوية الأخيرة هدفت إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس، تمهيدًا لدخول قواته برًا.
وأشار إلى أن فرقة غزة (143) تعمل في المنطقة الأمنية المقابلة لمستوطنات النقب الغربي، وتشن هجمات على رفح وخان يونس، بينما تتولى الفرقة 99 العمليات شمال القطاع.
وأضاف أن النشاط الهجومي “واسع ومكثف” ويأتي استكمالًا لعملية “عربات جدعون”، بزعم تحقيق أهداف الحرب وتعزيز “الإنجازات الميدانية”.
وأكد أن عدوانه على غزة دخل مرحلة جديدة ضمن عملية “عربات جدعون 2″، داعيًا سكان المدينة إلى الإخلاء الفوري.
مواقف وتصريحات
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في بداية شهادته أمام المحكمة، إن إسرائيل بدأت عملية عسكرية واسعة في غزة ضمن المرحلة البرية من العملية.
والقناة 12 الإسرائيلية، كشفت أن الجيش ألقى منشورات فوق مدينة غزة طالب فيها السكان بالإخلاء فورًا.
بينما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أضافت أن الاحتلال استكمل استعداداته الميدانية، وتمركزت مئات المركبات الهندسية حول القطاع، ومعظمها يضم كتائب نظامية. وأشارت إلى أن الألوية الإسرائيلية تعمل في أحياء مثل الزيتون جنوبًا والشيخ رضوان شمالًا، تمهيدًا لدخول غرب المدينة.
ويواصل جيش الاحتلال إصدار أوامر الإخلاء وهدم الأبراج السكنية، زاعمًا أن نحو 300 ألف فلسطيني غادروا بالفعل إلى جنوب القطاع.
ومع انتشار مئات الدبابات وناقلات الجند والجرافات حول غزة، يراهن الاحتلال على أن المزيد من السكان سيغادرون مع توغل قواته غرب المدينة، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
صمت دولي
موقع “القصة”، تواصل مع أستاذ العلاقات الدولية وخبير الأمن القومي والشؤون الإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، والذي أدان ما يجري في غزة من توسع العملية البرية التي اجتاحت أكثر من 60% من القطاع حتى الآن.
وأكد أنه لا توجد خيارات سياسية في هذا التوقيت، حيث توقفت المفاوضات والعملية العسكرية مستمرة، بينما يستغل نتنياهو الصمت الدولي.
وأضاف “فهمي”، أن استهداف قطر كان رسالة أولى للعالم، لكن العملية سيكون لها تبعات كبيرة ستظهر لاحقًا. وأوضح أن الدول العربية لم تتخذ موقفًا جادًا رغم قمة الدوحة والإدانات الرسمية، بينما الموقف الأميركي بدا متباطئًا، حيث أكد وزير الدفاع الأميركي خلال زيارته لإسرائيل تقارب الموقفين الأميركي والإسرائيلي بشكل واضح.
وتابع أن الوضع العربي ضيق ولا يتيح مجالًا للنقاش، في حين يمضي نتنياهو في طريقه للسيطرة على القطاع دون رد فعل دولي مؤثر.
التطورات الميدانية
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ببدء المرحلة التالية من عملية “عربات جدعون 2” عبر فرقتين تتقدمان نحو وسط مدينة غزة.
وقال الاحتلال في بيان: “خلال الأيام الماضية، بدأت قوات القيادة الجنوبية من الفرق 98 و162 و36، سواء من الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، عمليات برية موسعة داخل مدينة غزة ضمن العملية”.
وأشار البيان إلى أن فرقة غزة تعمل في المنطقة الأمنية على طول حدود النقب الغربي، إضافة إلى عملياته في رفح وخان يونس، بينما تتحرك الفرقة 99 شمال القطاع.