إسرائيل وحركة “حماس” إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بغزة، والتي تتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
يُعتبر هذا الاتفاق خطوة نحو إنهاء حرب مستمرة منذ عامين تسببت في مآس إنسانية كبيرة وامتدت تداعياتها إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
إليكم تفاصيل ما نعرفه حتى الآن:
ما الذي نعرفه عن الاتفاق؟
تم التوصل إلى الاتفاق بعد محادثات غير مباشرة جرت في مصر، وهو يمثل المرحلة الأولى من خطة ترامب التي تتألف من 20 بندًا.
تم الإعلان عن هذه المرحلة بالتزامن مع الذكرى الثانية للهجوم الذي شنّته “حماس” على إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
صرّح ترامب بأن الاتفاق يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياء كانوا أم أمواتًا، خلال فترة وجيزة، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وصولاً إلى ما يُعرف بـ”الخط الأصفر”.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي أن هذا الخط يمثل حدود الانسحاب وفق الخطة الأميركية.
من جهتها، أكدت “حماس” الاتفاق الذي يشمل انسحابًا إسرائيليًا وتبادلًا للرهائن مع معتقلين فلسطينيين لديها، لكنها طالبت بضمانات دولية للإلزام بتنفيذ كافة بنود الاتفاق.
ما لا نعرفه؟
رغم الاتفاق، لا تزال هناك أمور غامضة. أبرزها توقيت تنفيذ البنود وطبيعة إدارة غزة ما بعد الحرب ومصير حركة “حماس”.
لم يتضح حتى اللحظة من سيحكم غزة إذا انتهت الحرب، حيث استبعدت إسرائيل وإدارة ترامب إلى جانب دول غربية وعربية أي دور لـ”حماس”، التي تُمسك بزمام السلطة في القطاع منذ عام 2007.
تشير خطة ترامب إلى إمكانية إعادة السلطة الفلسطينية للحكم، ولكن بشرط إجراء إصلاحات كبيرة داخلها.
ما الذي سيحدث لاحقًا؟
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيدعو حكومته للتصويت على الاتفاق اليوم الخميس. وتتوقع “حماس” أن تبدأ عملية تسليم الرهائن الأحياء خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل الرسمية على الاتفاق.
أما إسرائيل، فتشير إلى أن عمليات إطلاق الرهائن قد تبدأ يوم السبت. من بين 48 رهينة محتجزين في غزة، يُعتقد أن 20 منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة.
وفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن تنفيذ بنود الاتفاق سيتطلب انسحابًا إسرائيليًا سريعًا نحو “الخط الأصفر” خلال أقل من يوم كامل، يعقبه عد تنازلي مدته 72 ساعة يتم فيها الإفراج عن الرهائن، ومن المتوقع أن يبدأ ذلك يوم الاثنين.
وأعلنت “حماس” أنها سلّمت قوائم بالرهائن الذين تحتجزهم، بالإضافة إلى أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم.
في الأيام المقبلة، قد يتوجه ترامب إلى مصر للإشراف على تنفيذ الاتفاق، كما دعا نتنياهو ترامب لإلقاء خطاب في البرلمان الإسرائيلي.
أما المرحلة التالية من الخطة فتتمثل في إنشاء هيئة دولية باسم “مجلس السلام”، ستكون مسؤولة عن إدارة غزة بعد الحرب.
ومن المقرر أن يترأس هذه الهيئة ترامب، بمشاركة توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق.
ماذا سيحدث لاحقًا؟
إذا نُفّذ الاتفاق بنجاح، فقد يكون هذا أبرز إنجازات ترامب في السياسة الخارجية منذ توليه المنصب، لكنه يواجه تحديات كبيرة؛ إذ ترفض “حماس” التخلي عن سلاحها رغم الضغوط الإسرائيلية والأميركية.
وأشار مصدر فلسطيني إلى أن الحركة لن تناقش هذا الموضوع طالما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر.
أحد أبرز نقاط الخلاف هو جدول الانسحاب الإسرائيلي وتسلسل الإفراج عن الرهائن، حيث تطالب “حماس” بضمانات أكيدة لانسحاب شامل.
وعلى الرغم من تعديل إسرائيل لوتيرة عملياتها العسكرية بناء على طلب ترامب، فإن التصعيد لم يتوقف تمامًا.
الدول العربية المؤيدة للخطة تصر على أن نهايتها يجب أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، إلا أن نتنياهو يرفض ذلك تمامًا.
وأفادت “حماس” بأنها ترفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكنوقراط فلسطينية مدعومة عربيًا وإسلاميًا، وترفض أي دور لتوني بلير أو لأي إدارة أجنبية على غزة.
هناك أيضًا صراع حول أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين تطالب “حماس” بالإفراج عنهم، وتشمل القائمة شخصيات بارزة مثل مروان البرغوثي، القيادي في حركة “فتح”.
