تشهد الساحة الإعلامية المصرية خلال الأيام الأخيرة حالة من الحراك والانفتاح اللافت، مع عودة عدد من الأسماء البارزة من الصحفيين والإعلاميين إلى ممارسة دورهم المهني عبر الصحف الكبرى والشاشات الرسمية، بعد سنوات من الغياب أو الابتعاد. هذه التطورات تُقرأ في إطار ما وصفه مراقبون بـ “انفراجة إعلامية” قد تمهّد لمزيد من التعددية وحرية الرأي.
تعددية الآراء
البداية كانت مع الكاتب الصحفي الكبير عبد العظيم حماد، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، الذي أعلن صباح اليوم عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” استئناف كتابة عموده الأسبوعي في جريدة الأهرام، ابتداءً من يوم غد السبت.
وقال حماد: “اعتبارا من الغد ثم أسبوعيا كل سبت مقال في الأهرام، الدعوة التي جاءتني تقول إنه انفتاح على تعددية الآراء، أقدر الدعوة وأصحابها وأتمنى مزيدا من الانفتاح.”
ولم يكن “حماد” وحده في هذا الاتجاه؛ إذ سبقه الكاتب الصحفي أنور الهواري، رئيس تحرير المصري اليوم الأسبق، الذي أعلن عودته إلى كتابة عموده اليومي الشهير “فوق السحاب” اعتبارا من مطلع أكتوبر.
“الهواري” أكد عبر حسابه على فيسبوك أنه اتفق مع إدارة الصحيفة على استئناف كتابة العمود، مضيفا: “ندعو الله أن يكون فيه ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، والله من وراء القصد.”
وفي مفاجأة أعادت الجدل حول المشهد الإعلامي، أعلن الإعلامي الساخر باسم يوسف عودته إلى الشاشات المصرية بعد غياب استمر عقدا كاملاً قضاه خارج البلاد.
“يوسف”، الذي ارتبط اسمه بأشهر البرامج الساخرة في المنطقة، ينتظر أن يكشف خلال الأيام المقبلة عن تفاصيل تجربته الجديدة، وسط توقعات بمتابعة جماهيرية واسعة.
تجديد المشهد الإعلامي
كما أعلن الإعلامي الكبير محمود سعد استئناف ظهوره على شاشة التلفزيون المصري، من خلال بث برنامجه “باب الخلق” عبر قناة النهار بالتوازي مع التلفزيون الرسمي.
ويُعد محمود سعد من أبرز الأسماء الإعلامية التي ارتبطت ببرامج اجتماعية وإنسانية ذات جماهيرية واسعة.
ويرى مراقبون أن هذه العودة المتزامنة لعدد من الأسماء اللامعة تمثل مؤشرًا على محاولة تجديد المشهد الإعلامي المصري، وفتح مساحة أوسع للتنوع في الطرح والرأي، خصوصًا أن بعض هؤلاء الإعلاميين والكتّاب كانوا قد غابوا لفترات طويلة عن الساحة.