بدأت حركة “حماس”، بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بناءً على خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيز التنفيذ، في تنفيذ خطوات ميدانية سريعة تهدف إلى إعادة فرض حضورها الأمني والعسكري في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، في مشهد يعكس رغبتها في تأكيد السيطرة على الأرض وفرض “سيادة ما بعد الحرب”.
توزيع 7 آلاف عنصر
ووفقا لمصادر أمنية ميدانية مطلعة في قطاع غزة، فإن الحركة نشرت أكثر من 7 آلاف عنصر في مختلف مناطق القطاع.
وتركز الانتشار في أحياء غزة وخان يونس والمنطقة الوسطى، حيث شوهدت وحدات من “كتائب القسام” والشرطة العسكرية وهي تعيد نصب الحواجز وتسير الدوريات المسلحة، في خطوة بدت كاستعراض منظم للقوة وإعادة تثبيت النفوذ.
وفي منطقة الصبرة وسط مدينة غزة، اقتحمت قوة كبيرة تابعة لـ”حماس” صباح اليوم مربع عائلة دغمش، عقب توتر أمني نجم عن رفض بعض أفراد العائلة تسليم أسلحة أو عناصر ملاحقين.
ووفقًا لشهود عيان، شهدت المنطقة إطلاق نارٍ كثيفًا واعتقالات، وسط تدخل وجهاء محليين لمحاولة احتواء الموقف.
في الأثناء، شرعت فرق تابعة للحركة في تنظيم حركة السير وإزالة الركام من بعض المحاور الحيوية، كما رُصدت أعمال تجهيز داخل عددٍ من الأبنية في خان يونس يُعتقد أنها مخصصة لاستقبال الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
ملاحقة اللصوص والعملاء
وقال مصدر أمني في غزة، إن التعليمات الحالية تتركز على ثلاثة ملفات رئيسية: “العملاء، واللصوص، ومثيرو الفوضى من العائلات وقطاع الطرق”.
وأشار إلى أن وسطاء من حركة “الجهاد الإسلامي” تواصلوا مع عائلة المجايدة لتسوية أوضاعها وتسليم المتورطين في حوادث الفلتان الأمني، مؤكدًا أن العائلة “تستعد للاستجابة للنظام”، وأنه لا يوجد توجه في الوقت الراهن للتصعيد الأمني ضدها.
وتأتي هذه التحركات بينما يسعى القطاع إلى تثبيت الهدنة واستعادة مظاهر الحياة تدريجيًا، بعد شهور من الحرب العنيفة والخسائر البشرية والمادية الكبيرة.