رحبت بعثة فلسطين في المملكة المتحدة بقرار الحكومة البريطانية الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بالتاريخية، ليس فقط لأنها تُعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية، وإنما لأنها تمثل مراجعة صريحة لأكثر من قرن من السياسات التي ساهمت في مأساة الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور عام 1917.
الاعتراف البريطاني لا يُعد منحة أو مكافأة بل هو حق أصيل للشعب الفلسطيني
السفير حسام زملط، رئيس بعثة فلسطين لدى بريطانيا، أكد في بيان له أن الاعتراف البريطاني لا يُعد منحة أو مكافأة، بل هو حق أصيل للشعب الفلسطيني وواجب على المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن الخطوة تُسجَّل كبداية لتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق الفلسطينيين حين ساهمت في قيام دولة الاحتلال على حساب وجودهم وحقوقهم.
وأضاف أن هذا الاعتراف “يمثل إنهاءً لحقبة طويلة من الإنكار لوجودنا السياسي والقانوني، ويعيد فتح الأفق نحو استقلال وسيادة فلسطين”.
“زملط” شدد على أن أهمية الموقف البريطاني تتجاوز بعدها الرمزي، إذ يضع لندن أمام مسؤولياتها التاريخية والسياسية، ويعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية، بعد محاولات متكررة لتهميشها.
ولفت إلى أن القرار يُسهم في تعزيز فرص حل الدولتين، ويبعث برسالة قوية بأن العالم لم يعد قادرًا على تجاهل جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية.
وتأتي الخطوة البريطانية في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحركات متصاعدة من دول غربية كبرى لإعادة النظر في سياساتها تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، خاصة بعد تصاعد الانتقادات للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة. ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف قد يشكل بداية لمرحلة جديدة من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل، ويعيد التوازن إلى خطاب الشرعية الدولية.
بهذا القرار، تكون بريطانيا قد وضعت نفسها أمام اختبار حقيقي: إما أن تترجم الاعتراف إلى مواقف عملية تدعم إنهاء الاحتلال وتؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، أو أن تبقى الخطوة مجرد إعلان سياسي يفتقد للأثر الفعلي، أما الفلسطينيون، فقد استقبلوا الخطوة باعتبارها بارقة أمل في مسار طويل نحو العدالة والحرية.