كتبت: بسملة علي إبراهيم
تصاعدت اتهامات “بيع المقاعد” داخل بعض الأحزاب في مصر، بعد تداول فيديو لمرشحة سابقة، قالت فيه إن الحزب طلب منها 25 مليون جنيه مقابل الترشح للانتخابات البرلمانية، ما أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ممارسات متعارف عليها في أغلب الأحزاب
مؤمن القاضي، أمين حزب صوت الشعب بمحافظة قنا وأمين شباب حماة الوطن السابق، كشف لـ”القصة” كواليس ما وصفه بـ”المفاوضات المالية” داخل بعض الأحزاب، قائلا إن ما جرى معه كان أقرب إلى المساومة، حيث طُرح عليه بشكل غير مباشر عبر سؤال: “تقدر تساهم بكام؟”.
وأكد القاضي أن هذه الممارسات أصبحت متعارفا عليها في أغلب الأحزاب، موضحا أن الأموال تُودَع في الحسابات الرسمية تحت مسمى “تبرعات”، لكنها في الواقع تُستخدم لترجيح كفة من يدفع أكثر للفوز بالمقاعد.
وأكد رفضه القاطع لتلك الممارسات، قائلاً: “لم أرَ التقدير المستحق لما قدمته للحزب من خدمات استمرت أكثر من ثلاث سنوات، ما يحدث لا يندرج تحت مسمى العمل السياسي، بل يصنع نائباً بعيداً عن المواطنين، وسياسياً فاسداً لا يؤدي خدمته بشرف.
وأضاف أن هذه الأوضاع أفقدته الثقة في العمل الحزبي، مما اضطره إلى تقديم استقالته من حماة الوطن، والانضمام مؤخرا إلى حزب صوت الشعب بمحافظة قنا.
وكشف أن “المزادات” على المقاعد الانتخابية تتراوح بين 35 و60 مليون جنيه، لافتا إلى أن الحزب لم يلتزم بترشيح أبنائه، بل دفع بأسماء من خارج صفوفه ضمن القوائم الرسمية.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاستقالات داخل الحزب بسبب هذه الممارسات، التي وصفها بأنها “لا تصنع إلا مشهداً سياسياً مشوهاً يفقد ثقة الناس.”
واختتم “القاضي” حديثه قائلاً: “خرجت من المشهد داخل حماة الوطن، وخضت التجربة من مكان آخر وبطريقة شريفة، سواء وقع علي الاختيار أو لم يقع.
“أنا مظبط الدنيا فوق”
وتواصلت الاتهامات الموجهة إلى حزب حماة الوطن بشأن ما وصفه بعض أعضائه بـ”المزادات المالية” على المقاعد الانتخابية، حيث خرجت أصوات من محافظتي الجيزة وقنا تكشف تفاصيل جديدة عن تلك الممارسات.
جاء ذلك على لسان حنان فايز – ناشطة اجتماعية، وأمينة حزب حماة الوطن بالوراق التابعة للجيزة، ومرشحة محتملة لمجلس النواب 2025 – والتي كانت تنوي الترشح عن محافظة الجيزة ضمن الحزب.
وقالت “فايز “في مقطع فيديو متداول لها: “المشكلة بدأت عندما اقترح عليّ كثيرون الانضمام للحزب لأكون نائبة أستطيع من خلال العضوية خدمة الناس بصورة أقوى.
وذكرت: “بالفعل اتخذت القرار، وجلست مع أحد النواب وأوضحت له أن دخولي الحزب هدفه الترشح، وإلا كنت اكتفيت بخدماتي من خلال الجمعية الأهلية، فأكد لي عدم وجود مشكلة، ورحب بانضمامي وطلب مني العمل بجد خلال الفترة المقبلة.”
وأضافت: “عملت على نفسي واجتهدت، ومنذ نحو شهرين جلست مع النائب مرة أخرى وذكرته بوعده، فقال لي: “مفيش مشكلة”، لكن هناك مبالغ تُدفع وقيمتها 25 مليون جنيه.
وأكملت: فرفضت تماما وقلت له لن أدفع رشوة وليا حقي، فرد قائلاً: اعملي اللي انتي عايزاه.. أنا مظبط الدنيا فوق”.
على صعيد متصل، تقدمت أمانة مركز البدرشين بحزب حماة الوطن باستقالة جماعية احتجاجا على فرض مرشح غريب عن الدائرة.
استقالات جماعية.. اعتماد معايير المال والنفوذ في اختيار المرشحين
وقال محمد عبد الله سعودي أمين مركز البدرشين في الاستقالة التي تقدم بها: “أتشرف بأن أتقدم إلى سيادتكم بهذه الاستقالة الرسمية نيابة عن نفسي وبالإنابة عن أعضاء هيئة مكتب أمانة مركز البدرشين وكافة تشكيلات الأمانات بالقرى التابعة لها، وذلك بعد أن وصلنا إلى قناعة راسخة بأن الاستمرار في مواقعنا داخل الحزب لم يعد ممكنا ولا يخدم العمل السياسي الحقيقي”.
وأضاف: “لقد عملنا منذ عام 2017 بكل إخلاص وتفان، وبذلنا الجهد والوقت والمال، دون انتظار مقابل، إيمانا منا برسالة الحزب الوطنية ودوره في خدمة الوطن والمواطنين، غير أن ما شهدناه مؤخرًا من تجاهل كامل لإرادة القواعد الحزبية، واعتماد معايير المال والنفوذ في اختيار المرشحين، بعيدًا عن الكفاءة والالتزام، قد شكل صدمة كبرى لنا ولكل أبناء البدرشين”.
وتابع: “ما جرى من فرض مرشح غريب عن الدائرة بالباراشوت، دون دراسة صحيحة للواقع الانتخابي ودون احترام للتوازن الجغرافي، إنما يهدم ما بني طوال سنوات من جهد وتضحيات، ويفتح الباب أمام قوى وأحزاب أخرى للفوز بمقاعد كان الحزب أحق بها، ويؤدي فعليا إلى هدم قواعد الحزب في البدرشين وتهميش أبنائه المخلصين
وأكمل : “فإننا نتقدم باستقالتنا الجماعية، مؤكدين أن الحزب بهذا النهج قد فقد رصيده الشعبي في البدرشين، وأن التضحيات التي بذلها أبناؤه قد وضعت جانبًا لصالح صفقات آنية لا تخدم لا الحزب ولا الوطن”.