في تطور وصف بالتاريخي، أعلنت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة تعكس تحولاً عميقاً في مواقف هذه الدول الغربية تجاه الصراع الممتد منذ أكثر من سبعة عقود.
بريطانيا تعترف
وأكدت الحكومة البريطانية برئاسة كيير ستارمر أن الاعتراف لا يُمثل “مكافأة لحماس”، بل هو رسالة واضحة بأن حل الدولتين لا يزال الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والسلام العادل، وأشارت لندن في بيانها إلى أن “الأزمة بدأت منذ وعد بلفور عام 1917″، مؤكدة أنها تدرك مسؤوليتها التاريخية، وتسعى الآن لتصحيح مسار طويل من الانحياز الذي كان أحد أسباب تفاقم النزاع.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، إن القرار جاء بعد التزامات من السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات جوهرية تشمل تنظيم انتخابات، وتعزيز الحوكمة الرشيدة، وإبعاد حماس عن أي دور حكومي، كندا أيضاً أعلنت موقفاً مماثلاً، حيث شددت على أن الاعتراف يأتي مشروطاً بخطوات إصلاحية تضمن بناء مؤسسات فلسطينية قادرة على إدارة الدولة بفاعلية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة لا تنفصل عن ضغوط متزايدة داخل هذه الدول، خاصة من الرأي العام والبرلمانات، الداعية إلى تحرك سياسي ملموس يوازن بين حق إسرائيل في الأمن وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، كما تأتي في ظل تصاعد التحذيرات من أن حلّ الدولتين يواجه خطر الاندثار إن لم يُدعم بقرارات عملية.
الاعتراف الثلاثي يضع إسرائيل تحت ضغط متزايد، ويبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن تجاهل الحقوق الفلسطينية لم يعد خياراً مقبولاً، وأن العدالة لا بد أن تكون جزءاً من أي تسوية مستقبلية.