في خطوة جادة اتخذتها وزارة العمل لواحدة من أكثر الفئات تهميشا في المجتمع، أطلق وزير العمل محمد جبران مبادرة “سلامتك تهمنا” التي تستهدف عمال التوصيل ” الدليفري”. تلك الشريحة التي تقدم خدمات حيوية للمواطنين، لكنها تظل من أكثر الفئات المهمشة والاكثر احتياجا للرعاية في ظل مخاطر لا حصر لها تمثل تهديدا يوميا لفئة كادحة.
المبادرة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبرنامج الحكومة الرامي إلى دعم الفئات الهشة وتوفير بيئة عمل آمنة لهم. وتشمل المرحلة الأولى العاملين في خدمات التوصيل بالدراجات النارية والهوائية والسيارات، خصوصًا غير المؤمن عليهم أو غير المسجلين رسميًا.
وأكد الوزير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، أن الحملة تسعى إلى توفير “مهمات الوقاية” الأساسية، مثل خوذات الرأس والسترات العاكسة والقفازات والكمامات وأدوات الإسعافات الأولية، على أن يتم توزيعها مجانًا في البداية على الفئات الأكثر احتياجًا، مع وضع آلية لضمان استدامة الدعم بالتعاون مع الشركات والقطاع الخاص.
كما بين أن الوزارة تعمل على إعداد “كود سلامة مهني” يتضمن اشتراطات القيادة الآمنة، وحقوق العمال، ومواصفات معدات الوقاية، بما يواكب المعايير الدولية ويلائم الواقع المصري. وأضاف أن الهدف هو إدماج هذه الفئة ضمن منظومة الحماية الاجتماعية، وتأمينهم صحيًا واجتماعيًا، وضمان حقهم في المعاشات والتعويضات عند الإصابات.
من جانبه، شدد خالد عبدالله، مستشار الوزير للسلامة والصحة المهنية، على أن قانون العمل الجديد (14 لسنة 2025) وضع إطارًا قانونيًا ملزمًا للشركات، يشمل تحرير عقود عمل، إجراء كشوف طبية دورية، وتوفير التأمين الطبي. وأكد أن مفتشي الوزارة ينفذون حملات موسعة على مستوى الجمهورية لمتابعة التزام الشركات ومراقبة الدراجات النارية وصيانتها الدورية.
ولفت إلى أن المخالفات لن تمر دون عقاب، حيث ينص القانون على غرامات تبدأ من 5 آلاف جنيه وقد تصل إلى 100 ألف جنيه للشركة غير الملتزمة، بما يضمن الردع وحماية العمال.
خوذة على الرأس وحلم في القلب
بين زحمة الشوارع وسيف الوقت تختبئ أحلام بسيطة، شباب يقاتلون من أجل لقمة العيش إنهم ليسوا مجرد ناقلي طلبات، إنهم شباب يحملون على دراجاتهم قصصاً ممتلئة بالطموح والأمل والبؤس، أحلام صغيرة يضعونها في جيوبهم بجوار النقود القليلة، لعلها تكبر يوماً ما وترى النور.
فيما صرح “عمر جاد الحق” عامل دليفري لأحد المطاعم لموقع القصة:
إننا نعاني أشد المعاناة من عدم توافر قوانين تضمن لنا حقوقنا عند أرباب العمل خاصة أننا لا نعمل لدى شركات ذات طابع اعتباري ولا نعمل بموجب مستندات تثبت انتمائنا لأرباب العمل الذين لا يلقون لنا أي اعتبار واهتمام بسلامتنا المهم هو تأدية العمل على أكمل وجه دون النظر إلى أبسط الحقوق التي يجب أن نحصل عليها.
كما أضاف “محمد السيد” عامل دليفري لإحدى شركات البريد:
نحن نواجه يومياً شبح الموت، خصوصاً في أثناء السير على الطرق السريعة، فمجرد وقوع حادثة لأي شخص منا هي بمثابة كارثة لا تهددنا نحن فقط ولكن تهدد جميع أفراد الأسرة، لو حدث ذلك فلن نجد من يسأل عنا أو يوجه لنا أي مساعدات، أعتقد أن الموت أفضل لنا من وقوع حادثة.
في سياق متصل، صرح اللواء “خالد عبد الله” مستشار وزير العمل للصحة لموقع القصة، قائلا إن الهدف الرئيسي من تلك المبادرة هو سلامة العامل أولا في ظل الأوضاع المتردية لتلك الفئة المهمشة.
و أضاف أن تلك المبادرة تأتي ضمن مساعي الدولة للارتقاء بالأوضاع الاجتماعية والمعيشية لجميع موظفي الدولة على جميع الأصعدة والمستويات سواء موظفي القطاع الخاص أو القطاع الحكومي
كما نوه أن تلك الفئة من العمال هي الاولى بتوفير الحماية والرعاية لهم لما يعانونه من استخفاف بحقوقهم سواء من ناحية المرتبات أو التأمينات التي توفر لهم درعاً واقيا عند حدوث أي مكروه لأحد منهم
كما شدد على ضرورة توفير مواقف قانونية خاصة، أمام الشركات المتخصصة في مجال التوصيل لما يحدث من عمليات تكدس مروري وكي تقيهم من حرارة الشمس
كما أشار إلى ضرورة عمل برامج توعوية تحث على إلقاء الضوء على المجهود الذي يبذله هؤلاء العمال في مقابل ذلك يتعرضون في أغلب الأحيان إلى سوء المعاملة من جانب العملاء أو استخفاف بالمجهود الذي يقومون به يومياً.