يمر العالم في هذا الوقت بأزمة طاقة ممتدة، وعلى كل برميل نفط تتصاعد المنافسة وكذلك الغاز، لذلك اختارت الدولة المصرية تعزيز حضورها بثلاث اتفاقيات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز بقيمة تتجاوز 121 مليون دولار.
هذه الصفقات اعتبرها متابعون أنها ليست مجرد عقود استثمارية عابرة، بل خطوة تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية، ورسائل عن موقع القاهرة في خريطة الطاقة الإقليمية والدولية.
اتفاقيات الغاز الجديدة
الاتفاقيات الثلاث تم توقيعها يوم الأحد 14 سبتمبر 2025، لتشمل أعمال بحث واستكشاف في مناطق مختلفة بالصحراء الغربية وخليج السويس، بقيمة استثمارات أولية تتجاوز 121 مليون دولار، وبحسب ما قالته وزارة البترول، فإن العقود الجديدة تأتي استكمالًا لجهود الدولة المصرية في جذب الشركات العالمية وتوسيع رقعة الاستكشاف.
فالأولى، إعادة إسناد منطقة شمال سيناء البحرية لشركات برينكو مصر، باستثمارات قدرها 46 مليون دولار لحفر 3 آبار، ومنحة توقيع مليون دولار.
أما الثانية، بموجبها التزام بمنطقة شرق الحمد بمزايدة الهيئة المصرية العامة للبترول، باستثمارات تبلغ 40.5 مليون دولار لحفر 3 آبار، ومنحة توقيع قيمتها 4.5 مليون دولار.
والثالثة، بالصحراء الغربية بإضافة 5 مناطق بحث جديدة، باستثمارات تصل إلى 35 مليون دولار، تشمل حفر 14 بئرًا، ومنحة توقيع قيمتها 25 مليون دولار.
هندسة بترول: مناطق الاكتشافات ليست قريبة من حقل ظهر
من جانبه، يقول أستاذ هندسة البترول، الدكتور رمضان قرني، إن المناطق المشار إليها في الاتفاقيات ليست ضمن المناطق الواعدة القريبة من “حقل ظهر” فلا يمكن لأحد أن يجزم عن إمكانية تحقيق الاكتشافات من عدمه إلا بعد عمل الأبحاث الأولية.
ويضيف “رمضان” لـ “القصة”: أتمنى أن يتحقق فيها اكتشافات خاصة، فالمناطق البحرية تزيد احتمالات الغاز بها عن الصحراء الغربية، ما يمكننا من الاستعاضة بإنتاجها عن إمدادات الغاز من إسرائيل.
خبير استراتيجي: الطاقة والمياه والغذاء المشاكل الرئيسة في القرن الـ21
قال اللواء سيد الجابري، الخبير الاستراتيجي، إن المشاكل الرئيسة في القرن الـ21 هي: الطاقة – والمياه – والغذاء، لذلك وطبقًا لخطة التنمية، فإن الدولة القادرة على الحفاظ على الطاقة قادرة أيضًا على تنفيذ خطط التنمية الخاصة بالمياه والغذاء، مشيرًا إلى أن قطاع البترول ما زال هو القطاع الرئيسي للإمداد بالطاقة سواء من النفط أو الغاز.
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن الدولة المصرية تعيد ترتيب نفسها، وهذا هو الأهم بالنسبة لها، لأن جميع دول العالم يتم تقييمها بناءً على مدى قدرتها على إحداث نمو داخلي، وكذلك على قدرتها في توفير أنواع متعددة من الطاقة.
وأشار إلى أن مصر دولة محورية في أكثر من بُعد، سواء كانت أبعادًا محورية أو سياسية أو جغرافية في المنطقة، ولها دور مؤثر في الإقليم.
وأضاف الجابري، أن التحدي الأمني الذي قد يواجه الدولة المصرية هو الكيان الصهيوني على الحدود الشرقية لمصر، وهو العائق الوحيد أمام خطط التنمية، مضيفا أن الكيان الصهيوني لديه جشع ونهم وبربرية من أجل تكوين فكرة “إسرائيل الكبرى”، لذلك يعمل خلال الفترات الأخيرة على غزو جميع البلدان المجاورة له.
واختتم الجابري مؤكدًا أن الدولة المصرية على استعداد تام لمجابهة هذا الكيان الصهيوني.
خبير اقتصادي: الاتفاقيات الجديدة تعكس قوة وثقة متزايدة في الاقتصاد المصري
قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن الاتفاقيات الجديدة تعكس قوة وثقة متزايدة في الاقتصاد المصري، مؤكداً أنها ستضيف للمخزون الاستراتيجي وتدعم قدرة الدولة، خاصة في القطاع الصناعي.
وأضاف الشافعي، أن الدولة لديها إمكانيات كبيرة لتلبية احتياجات المواطنين، لافتاً إلى تخصيص 121 مليون دولار لأعمال البحث والتنقيب، معربًا عن أمله في أن ينعكس ذلك سريعاً على السوق المحلي ويعود بالنفع المباشر على المواطن المصري.