في ظل تراجع العمل الحزبي والانقسامات الداخلية، يطرح “حزب التقدم” (تحت التأسيس) نفسه برؤية جديدة تقوم على القومية المصرية وإحياء الثقة في السياسة.
كشف ياسر الهواري، الأمين العام لحزب التقدم (تحت التأسيس)، في تصريحات خاصة لموقع “القصة”، أن الدافع الرئيسي وراء إطلاق الحزب يعود إلى غياب الكيان الحزبي القومي الخالص في مصر، رغم وجود نحو 104 أحزاب سياسية مسجلة.
وقال إن: “حزب التقدم” يعد أول حزب يطرح بشكل مباشر فكرة “القومية المصرية” والهوية الوطنية المستقلة، باعتبارها أساس انطلاقه وتميّزه عن بقية الكيانات السياسية.
وأوضح الهواري، أن معظم أحزاب المعارضة تعرضت خلال السنوات الماضية لاستهلاك داخلي شديد بفعل صراعات متواصلة داخل صفوفها، بل إن الانقسامات الداخلية سبقت أحيانًا ضغوط الساحة الخارجية.
وأكد: ذلك الوضع خلق حالة من الإحباط لدى قطاعات واسعة من السياسيين والمواطنين، وأدى إلى عزوف البعض طواعية عن المشاركة في العمل الحزبي، وهو ما دفع إلى تأسيس حزب جديد قادر على استقطاب هذه الفئات وتقديم بديل سياسي متماسك.
وأشار الأمين العام لـ”التقدم”، إلى أن الحزب يسعى لتقديمه خطابًا سياسيًا متنوعًا يختلف عن الخطابات السائدة، ويكون في الوقت نفسه مكملًا لها، لكنه يقدم الصورة الأوضح والأكثر تعبيرًا عن مصر، بما يتناسب مع مكانتها وتاريخها.
معايير الانضمام إلى الحزب
وفي ما يتعلق بشروط العضوية، أكد الهواري أن الحزب لا يضع معايير معقدة للانضمام، موضحًا: “نكتفي بمن يؤمن برسالة الحزب، وبأهدافه ومبادئه، ويوافق على الخطاب الذي نقدمه داخله، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى.”
المشاركة في الانتخابات
وعن خطط الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة، قال الهواري إن الحزب لا يزال في طور التأسيس، وبالتالي لم يضع تصورًا واضحًا للمشاركة الحالية، لكنه أوضح أن الهدف الإستراتيجي يتمثل في الاستعداد الجاد لخوض انتخابات عام 2030، بينما يواصل العمل حاليًا في إطار القوانين السارية.
العوائق والإجراءات
وحول ما إذا كان الحزب قد واجه تضييقات أو صعوبات إجرائية في بعض المحافظات، نفى الهواري ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا أنهم لم يتعرضوا لأي معوقات في الأقاليم حتى الآن.
رؤية الحزب لدور الأحزاب السياسية
وشدد الهواري على أن للأحزاب دورًا محوريًا في إصلاح الحياة السياسية المصرية، مشيرًا إلى ضرورة أن تواجه الأحزاب الصعوبات بروح براغماتية، مع تقديم خطاب مقنع وجذاب للجماهير حتى تستطيع الصمود أمام أي تضييقات محتملة.
وقال: “لا بد أن تتحرك الأحزاب إلى الشارع، وأن تطرح برامج وأفكارًا تلفت أنظار المواطنين، بدلاً من الاستسلام للعزلة التي يفرضها الخوف من التضييقات.”
التعامل مع عزوف الشباب
وفي ما يخص ظاهرة عزوف الشباب عن العمل الحزبي، أوضح “الهواري”، أن حزب التقدم يتبنى خطابًا موجّهًا للعقول، ويعمل على التعرّف إلى اهتمامات الشباب في القرى والمحافظات لتوظيفها سياسيًا بشكل يجذبهم إلى العمل العام.
وأضاف أن الحزب يخطط لإطلاق أنشطة ثقافية موازية تستهدف الشباب، من خلال تقديم دورات مجانية في مجالات متعددة مثل الموسيقى، الرسم، التمثيل، اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، بينما تُقدّم مثل هذه الدورات عادةً بمقابل مادي في الخارج.
كما أشار إلى مبادرة الحزب لإعادة تفعيل دور هيئة قصور الثقافة، بما يتيح الفرصة أمام مختلف الفئات للتعرف على الفكرة التي يقوم عليها الحزب بأسلوب جديد، بعيدًا عن الأساليب التقليدية المعروفة.