أكد وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر لن تقبل بوقوع “نكبة ثانية” للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن إسرائيل بسياساتها الحالية “تزرع بذور الكراهية لأجيال قادمة وتدفع المنطقة بعيدًا عن فرص تحقيق السلام”.
جاء ذلك في حوار موسع مع عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي وبوابة الأهرام أونلاين، تناول فيه الوزير مواقف مصر إزاء القضية الفلسطينية، والأمن الإقليمي، وسد النهضة، والأوضاع في السودان، والعلاقات المصرية – الأمريكية.
قال وزير الخارجية، إن مصر “تظل ثابتة في التزامها بالمبادئ الجوهرية التي شكّلت سياستها الخارجية تاريخيًا”، مشيرًا إلى احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، والتمسك بالقانون الدولي.
وأضاف: “نظل ملتزمين بمعاهدة السلام المصرية–الإسرائيلية، فهي تمثل أساس الاستقرار في المنطقة. لكن حرب إسرائيل في غزة تُظهر أن رؤيتها تختلف جذريًا عن رؤيتنا، فهي تزرع الكراهية لا السلام”.
شدد عبد العاطي على أن مصر ترفض أي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، قائلاً: “فكرة التهجير فاسدة أخلاقيًا وغير قانونية، لن نقبل بنكبة ثانية، والفلسطينيون يجب أن يبقوا في وطنهم، وخطتنا لإعادة الإعمار وُضعت على هذا الأساس وحظيت بدعم عالمي”.
وأكد أن ما يُروَّج له من “نزوح طوعي” لا وجود له في حالة غزة، وأن تجاوز هذا الخط الأحمر ستكون له عواقب خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر ترحب باعتزام عدد من الدول الاعتراف بفلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، واصفًا ذلك بأنه “خطوة تاريخية تعكس تنامي الدعم العالمي للقضية الفلسطينية”.
وأكد أن مصر ستواصل جهودها الدبلوماسية لتوسيع نطاق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال الحوار، تطرّق الحديث إلى أزمة سد النهضة، وانتقد عبد العاطي استمرار إثيوبيا في بناء وتشغيل السد بشكل أحادي، واعتبره انتهاكًا للقانون الدولي، مؤكدًا أن “أمن مصر المائي قضية وجودية”، وأن القاهرة لن تقبل بفرض سيطرة أحادية على نهر النيل.
وفيما يخص السودان، شدد الوزير على رفض أي محاولات لتقسيم البلاد، مؤكدًا التزام مصر بوحدة أراضيه ودعم المبادرات التي تهدف إلى وقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر والولايات المتحدة تتمتعان بـ”شراكة استراتيجية طويلة الأمد منذ أكثر من أربعة عقود”، تشمل التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي.
وكشف عن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري–الأمريكي في مايو 2025 بمشاركة أكثر من 80 شركة أمريكية، إلى جانب تنفيذ مناورات “النجم الساطع 2025” التي عززت التعاون الدفاعي بين البلدين.
واختتم وزير الخارجية بالتأكيد على أن رؤية مصر في السياسة الخارجية تقوم على “التوازن الاستراتيجي ورفض الاستقطاب”، مع السعي لتوسيع التعاون مع شركاء متنوعين، والمطالبة بإصلاحات في النظام المالي الدولي لضمان تنمية مستدامة.
وقال: “سياستنا الخارجية راسخة في احترام السيادة ووحدة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.