تحولت قصيدة “لا تذكروا الأطفال”، للشاعر البريطاني مايكل روزن والتي كتبها عام 2014، إلى أيقونة جديدة للتعبير عن الغضب الإنساني تجاه ما يتعرض له أطفال غزة منذ أكتوبر 2023.
لا تذكروا الأطفال
عادت القصيدة للواجهة عبر فيديو أطلقته منظمات “أنقذوا الأطفال” و”اختر الحب”، وقد جاءت القصيدة هذه المرة بصوت جماعي شارك فيه فنانون وكتاب ونشطاء، بينهم شاعرها روزن، إلى جانب أسماء بارزة مثل آني لينوكس وفانيسا ريدغريف وجاي بيرس.
العمل لم يقتصر على الإلقاء الشعري، بل حمل دعوة صريحة لوقف تصدير السلاح البريطاني إلى إسرائيل، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
فكرة القصيدة
وأوضح الشاعر مايكل روزن، في تصريح لصحيفة الجارديان، أن فكرة القصيدة استندت إلى رفض محو أسماء الأطفال من الذاكرة، مشيرًا إلى أن تحويلهم لأرقام هو بمثابة إنكار لآدميتهم، وقال: “حين نغض الطرف عن الأسماء، فإننا في الحقيقة نغض الطرف عن وجود بشر حقيقيين لهم حياة وأحلام وذكريات.”
جاء الفيديو المصاحب للقصيدة ليشدد على أن غزة شهدت مآسي متتالية، من قصف المدارس والمستشفيات إلى تشريد العائلات وتجويع السكان. المخرج ميسان هاريمان الذي أشرف على العمل قال إن ما يعيشه أطفال غزة “مآسي وفظائع لا يمكن للعالم أن يواصل تجاهلها”، مؤكدًا أن الرسالة واضحة: “لا تقصفوا الأطفال، لا تقتلوا الأطفال، لا تجوّعوا الأطفال.”
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن عدد الأطفال الذين قُتلوا منذ بدء الحرب الأخيرة تجاوز 20 ألفًا، وتشير منظمات حقوقية إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بكثير، خاصة مع صعوبة الوصول إلى مناطق مدمرة بالكامل وغياب المساعدات الإنسانية منذ شهور.
بدأت القصيدة كنص احتجاجي قبل أكثر من عقد، وتحولت اليوم إلى صرخة جماعية، تذكّر العالم بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد أرقام في تقارير، بل وجوه وأسماء وأرواح تُمحى يومًا بعد يوم تحت وابل القصف.