داخل خطوة تعكس عودة الولايات المتحدة بقوة إلى قلب معادلة الصراع في الشرق الأوسط، كشفت القناة الـ12 العبرية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه دعوات عاجلة لعدد من قادة الدول العربية، بينها مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا، لحضور اجتماع خاص في البيت الأبيض لبحث مستقبل غزة في ظل استمرار الحرب المشتعلة هناك.
واشنطن تسعى لترتيب أوراقها الإقليمية قبل أي مشاورات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي
وبحسب ما نقلته القناة العبرية، فإن الاجتماع المزمع عقده يأتي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومن المقرر أن يسبق وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقاءه المرتقب مع ترامب هذه الخطوة، ووفق محللين، تشير إلى أن واشنطن تسعى لترتيب أوراقها الإقليمية قبل أي مشاورات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي.
المصادر أوضحت أن الدعوة تستهدف تشكيل موقف عربي–إقليمي مشترك، يساهم في وضع تصور لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، خصوصًا في ظل حالة الانسداد السياسي وتنامي الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، حضور مصر على وجه الخصوص يُعد محورياً، نظرًا لكونها صاحبة الدور الأبرز في ملف المعابر والوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يجعل أي طرح أمريكي أو دولي غير قابل للتنفيذ من دون موافقة القاهرة.
كما أن ضم كل من السعودية والإمارات إلى جانب قطر وتركيا يكشف محاولة أمريكية لجمع أطراف تختلف في مقاربتها للملف الفلسطيني حول طاولة واحدة، في محاولة لتقريب وجهات النظر وفتح الباب أمام تسوية سياسية جديدة.
ورغم أن الخبر لم تؤكده بعد أي جهة رسمية من الدول العربية أو من البيت الأبيض، إلا أن مجرد الحديث عنه يثير تساؤلات عديدة: هل يخطط ترامب لطرح مبادرة مغايرة لتلك التي قوبلت برفض عربي في السابق؟ وهل يمكن أن تنجح واشنطن في فرض معادلة جديدة قبل أن يحسم الميدان كلمته؟
حتى اللحظة، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، فيما ينتظر المراقبون ردود العواصم العربية المعنية، خصوصًا القاهرة والرياض، على هذه الدعوة التي قد تشكل منعطفًا مهمًا في مسار الأزمة الفلسطينية.