أثار إعلان شركة “أوبر” العالمية دخولها في شراكة مع شركة إسرائيلية متخصصة في الطائرات المسيرة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح بابًا لدعوات جديدة لمقاطعة التطبيق، خاصة في الدول العربية التي يتصاعد فيها التضامن مع الشعب الفلسطيني.
الشركة أوضحت أن الاستثمار يأتي في إطار خططها لتطوير خدمات التوصيل باستخدام الطائرات من دون طيار، لكن ارتباط اسمها هذه المرة بشركة إسرائيلية، وفي توقيت مشحون سياسيًا وشعبيًا، جعلها في مرمى الانتقادات.
انعكاس محتمل على السوق المصري
في مصر، تظل “أوبر” واحدة من أبرز الشركات التي يعتمد عليها قطاع واسع من الركاب والسائقين يوميًا، لكن الحملة الأخيرة ضدها طرحت تساؤلات جادة: هل يمكن أن يتراجع الاعتماد على التطبيق لصالح بدائل أخرى مثل “كريم” أو “ديدي” أو حتى سيارات الأجرة التقليدية؟
مصادر في سوق النقل التشاركي أكدت أن أي دعوات جادة للمقاطعة لا بد أن تترك أثرًا على حجم الطلب، وإن كان ذلك قد يختلف من مدينة لأخرى بحسب حجم اعتماد الناس على التطبيق.
رؤية اقتصادية: مقاطعة مؤثرة ولكن محدودة
الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، قال إن الشراكة مع شركة إسرائيلية “تعكس طبيعة أوبر كشركة عالمية لا تنظر إلى الاعتبارات السياسية بقدر ما تسعى وراء فرص الاستثمار والربح”، لكنه يرى أن “المقاطعة الشعبية يمكن أن تتحول إلى أداة ضغط، خاصة في الأسواق التي يتعاطف رأيها العام مع فلسطين مثل مصر”.
وأضاف الشافعي، في تصريح خاص لـ ” القصة”، أن “خسارة أوبر لحصتها في السوق المصري أمر وارد إذا استمرت حملات المقاطعة، لكن التأثير لن يكون كارثيًا على الشركة عالميًا، لأن الدعم الأساسي لإسرائيل يأتي من الولايات المتحدة وليس من استثمارات شركات مثل أوبر”.
الشركات متعددة الجنسيات بين السياسة والربح
التجربة أثبتت أن الضغوط الشعبية قد تدفع شركات كبرى إلى مراجعة مواقفها أو تقليص وجودها في أسواق معينة، كما حدث مع علامات تجارية عالمية واجهت حملات مقاطعة خلال العام الماضي بسبب مواقفها من الحرب على غزة.
الجدل حول “أوبر” يطرح من جديد سؤالًا مهمًا: كيف تستطيع الشركات متعددة الجنسيات أن توازن بين مصالحها الاقتصادية في إسرائيل، وبين غضب المستهلكين في أسواق أخرى تعتبرها محورية؟
مستقبل أوبر في مصر
الأسابيع المقبلة قد تحدد حجم التأثير الفعلي على “أوبر” في مصر. فإذا التزم قطاع واسع من المستخدمين بالمقاطعة، قد نرى تغيرًا في خريطة النقل التشاركي مع صعود بدائل محلية وإقليمية. أما إذا ظل الاعتماد على التطبيق قائمًا، فسيكون ذلك مؤشرًا على أن الضغوط الشعبية وحدها قد لا تكفي لإزاحة لاعب بحجم “أوبر”.