تحليل سياسي:
اختارت حركة المقاومة حماس تكتيكًا ذكيًا في الرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالحرب في غزة.
بدا الرد وكأنه موافقة على الخطة، لكن الواقع يقول إن حماس اتبعت أسلوبًا سياسيًا جمع بين المرونة والمناورة والرفض.
أولًا؛ وافقت حماس على كل ما كان جزءًا من مطالبها في السابق، وهم أربع قضايا بالتحديد: وقف الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات للقطاع، وأضافت أنها توافق على عملية تبادل الأسرى بنفس الصيغة التي طرحتها خطة ترامب في مرونة واضحة تكشف قبولًا وترحيبًا.
ثانيًا: رفضت حماس بشكل “مرن”، كل ما ورد في الخطة حول إدارة دولية لقطاع غزة، وقالت إن إدارة غزة فيما بعد الحرب خاضعة لحوار وتوافق وطني فلسطيني، وبدعم عربي وإسلامي، والمعنى أنها أحالت قرار الإدارة إلى طيف أوسع وطني وعربي وإسلامي، إلا أنها ناورت بذكاء وقالت إنها تتخلى عن إدارة غزة في اليوم التالي للحرب، وهو ما يوحي بقبولها للخروج من المشهد السياسي بعد انتهاء العدوان كما تتشبث دولة الاحتلال وحليفها الأمريكي.
ثالثًا: كسبت حماس بردها مزيدًا من الوقت عندما قالت إنها مستعدة للتفاوض في تفاصيل الخطة الأمريكية عبر الوسطاء، والمقصود هنا مصر وقطر تحديدًا، وهو ما يعني أنها لم تقدم شيكًا على بياض، بل وافقت على عدد من بنود الخطة، وأحالت بنودًا أخرى لتوافق وطني فلسطيني، وكسبت مزيدًا من الوقت عبر إعلانها الاستعداد للتفاوض حول التفاصيل.
رابعًا: لم تنس الحركة وهي تعلن ردها على المقترح الأمريكي التذكير بأن غزة جزء من الدولة الفلسطينية، في إيحاء واضح لتمسكها بقيام الدولة وبعدم بقاء الاحتلال ومستوطناته، قالتها بنفس درجة المرونة السياسية الذكية التي اتبعتها طوال ردها