كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية نقلًا عن مسؤول مصري، أن خلافًا في وجهات النظر برز مؤخرًا بين القاهرة والرياض وأبو ظبي حول آليات التفاوض مع إسرائيل بشأن الأوضاع في قطاع غزة، ما دفع مصر إلى التحرك منفردة خلال جولات المشاورات الأخيرة، مع إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الشريكين الخليجيين.
طبيعة الخلاف
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الخلاف لا يتعلق بالموقف من الحرب أو ضرورة وقف إطلاق النار، بل بأسلوب إدارة الملف والموقف من حركة حماس، حيث ترى القاهرة أن الأولوية تكمن في التوصل إلى تهدئة عاجلة وتخفيف المعاناة الإنسانية داخل القطاع، فيما تميل كل من السعودية والإمارات إلى تبني رؤية شاملة تتناول مستقبل غزة بعد الحرب، وإعادة الإعمار، والضمانات السياسية والأمنية المصاحبة لأي اتفاق جديد.
وأوضح المصدر أن التحرك المصري المنفرد جاء في إطار رغبة القاهرة في تسريع وتيرة المباحثات، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الضغوط الدولية لإيجاد حل يوقف نزيف الدم الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القاهرة نقلت نتائج اتصالاتها لاحقًا إلى العاصمتين الخليجيتين اللتين رأتا أن القاهرة “تدعم حماس أكثر من اللازم ولا تنتهز الفرصة لإنهاء وجود الحركة”.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التحرك أثار حساسية دبلوماسية ظهرت في البيانات الرسمية، من خلال تأخير ترتيب الأسماء بشكل غير متعارف عليه.
وبحسب المصدر نفسه، فإن الرياض وأبوظبي تتهمان القاهرة بـ”دعم حماس أكثر مما ينبغي” في ظل وجود فرصة لإنهاء الحركة، بينما ترى مصر أن استبعاد حـ.مـ ـاس “أمر غير واقعي” نظرًا لحضورها الشعبي والسياسي في الشارع الفلسطيني.
ويرى مراقبون أن هذا التباين يعكس اختلاف أولويات الأطراف الثلاثة، لكنه لا يعني وجود قطيعة، بل تنسيق مستمر في الملفات الإقليمية، مع سعي مصر لتأكيد دورها المحوري في القضية الفلسطينية، وتأكيد الدول الخليجية على أهمية رؤية شاملة تضمن استقرار المنطقة في مرحلة ما بعد الحرب.