حذّر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن قطاع غزة يتعرض لدمار واسع النطاق، مشدداً على أن القطاع يتم “محوُه وتحويله إلى أرض قاحلة”.
وأضاف يوماً بعد يوم أصبح القطاع غير صالح للعيش البشري.
وجدد لازاريني دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكداً أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم المأساة الإنسانية.
وقال لازاريني، في تصريحاته الصادرة أمس السبت، إن الأوضاع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من الكارثة الإنسانية. وأوضح أن الأطفال يعانون من الجوع وسوء التغذية، والعائلات تُجبر على النزوح القسري، فيما يعيش السكان في ظل خوف وقلق مستمرين، مضيفاً: “لا مكان آمن في غزة، ناهيك عن منطقة إنسانية يمكن أن توفر الحماية”.
وأشار المفوض العام للأونروا إلى أن أكثر من 86% من مدينة غزة أصبحت خاضعة لأوامر إخلاء أو أُعلنت كمناطق عسكرية مغلقة، وهو ما أدى إلى زيادة حدة الأزمة الإنسانية وتعقيد محاولات الإغاثة.
و حمّل مفوض الأونروا القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، وتدمير البنية التحتية الأساسية، والهجمات المتكررة على فرق الإغاثة، المسؤولية المباشرة عن تفاقم الأوضاع، واصفاً المجاعة في غزة بأنها “مجاعة من صنع الإنسان”، منتقداً تجاهل المجتمع الدولي للتحذيرات المتكررة.
وأكد لازاريني أن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة تستدعي تدخلاً سياسيًا عاجلاً، مشدداً على أن “الإرادة السياسية واتخاذ القرار باتا ضروريين أكثر من أي وقت مضى”. كما أعرب عن قلقه من غياب التعاطف والرحمة في التعامل مع معاناة المدنيين، محذراً من أن حالة الإفلات من العقاب السائدة قد تؤدي إلى نتائج كارثية طويلة المدى.
وفي ختام تصريحاته، شدد المفوض العام على أن وقف إطلاق النار الفوري هو السبيل الوحيد لتفادي المزيد من الانهيار الإنساني، ولتمكين الجهود الدولية من إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين في القطاع المحاصر.