تواصلت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في المغرب
وتوسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنًا جديدة منها الرباط
دعا مجموعة من الشباب المغربي، يطلقون على أنفسهم “جيل ” Z”، مطلع الأسبوع الجاري إلى مظاهرات في عدة مدن مغربية، من خلال تطبيق “ديسكورد”، رافعين شعارات تطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد مثل الصحة والتعليم، ومحاربة الفساد وتوسيع مجال الحريات العامة.
توسع رقعة المظاهرات
مع توسع رقعة المظاهرات طوال الأيام الماضية وفي محاولة لمنع للسيطرة عليها، أوقفت السلطات المغربية واعتقلت عددا من الشبان الذين كانوا يستعدون للمشاركة في مظاهرة دعت إليها مجموعة جيل “Z” في إطار المطالبات بإصلاحات شاملة.
مجموعة جيل “Z” الداعية للتظاهر أكدت من جانبها على استقلاليتها، وإنها لا تتبع أي جهة سياسية، إذ يبلغ عدد أعضائها حوالي 12 ألف شخص، وفقًا لما أعلنته على وسائل التواصل الاجتماعي.
أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار علي حسن، قال لـ “القصة” إن المظاهرات الأخيرة في المغرب تكشف عن تحولات جوهرية في المشهد السياسي، لافتاً إلى فشل المؤسسات السياسية التقليدية في استقطاب الشباب وتحقيق تطلعاتهم، معتبرًا أن الجيل الجديد يرفض الانخراط في الأحزاب السياسية التقليدية ويفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتعبئة والحشد.
وأضاف عمار في حديثه لـ “القصة”: الدولة التي تركز على تطوير البنية التحتية بشكل مفرط، على أمل جذب الاستثمارات، دون الاهتمام الكافي باحتياجات المواطنين الأساسية مثل التعليم والصحة والأمن الغذائي، كل ذلك أدى إلى استياء واسع بين الناس الذين يشعرون بأن مصالحهم الحقيقية تهمل لصالح مشاريع كبرى لا تحقق مردوداً مباشراً على حياتهم اليومية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن أداء السلطة المغربية شأنها شأن دول عربية عديدة حيال أزمة غزة، إذ لم يكن موقفها جيدًا، لذلك وجدنا أن الطاقة الشبابية في اليوم الأخير تتحول نحو الاهتمام بالشأن الخارجي عبر مساندة أهل غزة وهو أمر لم يكن مطروحًا في اول يوم.
جيل Z
وكان إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، قال في حوار مع فرانس24، إن حركة جيل” Z ” التي تقود الاحتجاجات الأخيرة في المملكة، هي “جزء من الشرارة” التي ظهرت بعد غضب واسع من أوضاع المستشفيات، مؤكدًا أنها ترفع مطالب “اجتماعية صرفة واقعية ومقبولة”، داعيا السلطات إلى ضمان الحق في التظاهر والتجمع السلمي واحترام حرية التعبير.
وحركة جيل ” Z “K هي عبارة عن تجمع شبابي رقمي ظهر خلال شهر سبتمبر 2025، بلا قيادة معلنة، يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام وتيلغرام وديسكورد لحشد الشباب.
وماتزال الدعوات مستمرة لليوم الرابع للخروج في مظاهرات احتجاجية في مختلف المدن المغربية، حيث عبر المواطنون عن استيائهم من تخصيص ميزانيات ضخمة لتنظيم كأس العالم وبناء الملاعب، في حين تعاني المستشفيات والمدارس من نقص في التمويل والخدمات، مطالبين بتحويل الأولوية إلى تحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين.
إدانات المجتمع المدني
وأدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، اعتقال المشاركين في المظاهرات، كما أدانها أيضا حزب العدالة والتنمية وفيدرالية اليسار الديمقراطي، فيما لم تصدر الحكومة أي تعليق رسمي.