هذا العام تحولت دعوة السفارة الأمريكية بالقاهرة للاحتفال بعيد الاستقلال إلى اختبار موقف سياسي، خرج منه أكمل قرطام وطارق العوضي وبعض السياسيين رافعين راية الرفض.
يعتبر بعضهم الحضور في ظل دعم واشنطن للعدوان على غزة يعني مصافحة اليد التي ضغطت على زر الفيتو وأبقت الدم الفلسطيني ينزف.
اختار المعارضان أكمل قرطام وطارق العوضي تحويل المناسبة إلى رسالة سياسية صريحة، مؤكدين أن مقاطعة الحفل ليست رفضًا للشعب الأمريكي، بل للإدارة التي، بحسب وصفهما، تشرعن الاحتلال وتغطي جرائمه.
هكذا أصبح حفل الاستقلال الأمريكي في القاهرة عنوانًا لمواجهة دبلوماسية صامتة، لكنها عالية الدلالة.
رئيس حزب المحافظين، أكمل قرطام، قال عن رفضه حضور الاحتفال في السفارة الأمريكية: “بسبب مساندة الحكومة الأمريكية العنصرية، قررت عدم حضور حفل عيد الاستقلال بالسفارة الأمريكية، وهذا لا يعني أننا لا نقدر الشعب الأمريكي، نحن نهنئ الشعب الأمريكي الأحرار بعيد الاستقلال، إنما الإدارة الأمريكية لما تتخذه من مواقف بخصوص القضية الفلسطينية جريمة في حق الإنسانية كلها”.
وأضاف قرطام في حديثه لـ”القصة”: “هذه الإدارة تُدخل العالم في مشاكل لا قِبَل لها، إذ تضر الشعب الأمريكي، ونحن نقدر جيل “Z” لأن مواقفهم في أمريكا وأوروبا مواقف إنسانية عظيمة ونحن نقدرها”.
وأشاد رئيس حزب المحافظين بموقف الحكومات الغربية بإرسال سفن حربية لتأمين أسطول الصمود، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء بعد ضغوط شعبية وضغوط الأجيال الصغيرة تحديدًا.
تصدي الحكومة المصرية للضغوط التهجير
ولفت قرطام إلى تصدي الحكومة المصرية للضغوط التي تفرضها الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق تهجير أهل غزة، وأنه لولا استخدام أمريكا حق الفيتو ما كان استُشهد 60 ألفًا من الأطفال والنساء والمدنيين والصحفيين والأطباء.
كان قرطام قد أعلن اعتذاره عن قبول دعوة حفل السفارة الأمريكية بالقاهرة اعتراضًا على ما وصفه بـ”الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي ودعمه للتطهير العرقي والمجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني”.
كما رفض عضو لجنة العفو الرئاسي الدكتور طارق العوضي نفس الدعوة من السفارة الأمريكية لحضور عيد الاستقلال، معلنًا عن موقفه الرافض للسياسات الأمريكية في الحرب على غزة.
وأعلن طارق العوضي موقفه من حضور حفل السفارة الأمريكية عبر منشور له على صفحته الشخصية “فيسبوك”، قائلًا: “من يقف ضد إرادة الشعوب لا يمكن أن نصافحه في الأعياد”.
استخدام أمريكا حق الفيتو
وجاء اعتذار العوضي كالتالي: “أتقدم لسيادتكم بخالص الشكر على دعوتكم الكريمة لحضور احتفال عيد الاستقلال يوم الأربعاء ٢٤ سبتمبر، وهو تقليد دبلوماسي نكن له التقدير، غير أنني أجد لزامًا عليّ الاعتذار عن عدم تلبية الدعوة، وذلك بعد الموقف الذي اتخذته حكومتكم مؤخرًا باستخدام حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار في مجلس الأمن كان يهدف إلى وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة”.
وأكد عضو لجنة العفو الرئاسي أن رفض الحضور يأتي انطلاقًا من التزامه الإنساني والوطني بدعم حق الشعب الفلسطيني في العدالة والحرية، وإيمانًا بأن قيم الكرامة الإنسانية لا يجوز أن تكون محل مساومة أو تجاهل.