في المطرية عام 1951 كتب أول أبياته الشعرية عندما اندلعت مقاومة مسلحة ضد معسكرات الإنجليز في قناة السويس: “كان بداية التفتح الوطني، كنا بنخرج جنازات صامتة من أجل البلد، إحدى هذه الجنازات كتبت قصيدة كاملة، وكانت أول مرة في رثاء نبيل منصور”، بكلمات: “كنا غزاة وأبطال صناديد، لكننا سوف نعلو رغم أنفهم، ونكون يوم نشورنا في الكون منشود”.
وُلد في 23 سبتمبر من عام 1940 بمدينة المطرية في الدقهلية، دخل كلية الهندسة قسم مناجم، ولكنه لم يكمل تعليمه فيها بعد السنة الثانية، بسبب شغفه بالشعر، وكان يذهب إلى معهد الفنون المسرحية حتى أتم الدراسات الحرة فيه، وأصبح من أهم الشعراء العرب، وبحسب حديثه في أحد اللقاءات التليفزيونية مع الإعلامي مفيد فوزي، فإنه اكتشف ضرورة نشر أداة التعبير التي يملكها.
كما أسهم المجتمع في تشكيله: “من الملهمين في حياته الدكتور محمد مندور، تلمذ على يده سنة 1958، يقول حجاب: أنا كنت في هندسة لما كان بيقدم برنامج “كتابات جديدة” مع السيدة سميرة الكيلاني، وأحد زملائي خد شعري وداه ليهم، مع أني كنت مقرر أني ما أنشرش إلا لما أكون كفء للنزول على الساحة”.
لكن صديقه مجدي مكاري ذهب بالشعر إلى البرنامج ليتبنوا موهبته: “وعملي مفاجأة، قالي اسمع البرنامج معاه، فخد أول خمس دقايق كلام عني، وظل يقول شعر بافتنان شديد جدًا ويتكلم عني، وكانت ملاحظته أنني كثير التجريد وشاف في ده تميز.
كان حجاب يذهب مع أصدقائه إلى معهد الفنون المسرحية: “كنت بروح لمعهد الفنون للدكتور محمد مندور، والدكتور علي فهمي، ومحمد القصاص، وبعدين رحت للدكتور مندور وعرفته بنفسي، وفضل يعلمني”. كان يبدي له دهشته في أنه يعلمه بصدر رحب: “قولت له أنا تلميذ من تلاميذك، إزاي بتعاملني كده؟ فقالي: العظيم مش اللي يشعر الآخرين بعظمته، لكن العظيم هو اللي يفجر ينابيع العظمة الإنسانية في نفوس الآخرين”.
تأثر بالشاعر أحمد رامي، وبيرم التونسي، وفوزي العنتيل، وكمال عبدالحليم، وصلاح جاهين، وصلاح عبدالصبور، وأحمد شوقي. وكتب آلاف الكلمات، حتى عمل كباحث بالإدارة النقابية بهيئة المسرح، ورئيسًا للقسم الفني والأدبي بمجلة الشباب.
له العديد من المشاركات الفنية في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية والدرامية، من المال والبنون، والليل وآخره، وليالي الحلمية، وفيلم الكيت كات، وﻣﺴﺮﺣﻴﺔ الواد سيد الشغال، وغيرها الكثير.
كان عبد الرحمن الأبنودي يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يومًا، وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجًا منفصلًا.
كان لنشأة سيد حجاب في مدينة المطرية بالدقهلية، وهي مدينة صيادين صغيرة على ضفاف بحيرة المنزلة، تأثير كبير في شعره، ظهر بوضوح في ديوانه الأول “صياد وجنيه” الذي حمل أصداء من حياة الصيادين والكفاح اليومي على ضفاف البحيرة، كما أثرت نشأته في بناء وعيه الشعري، حيث تعلم من والده ومن جلسات الشعر مع الصيادين، وشكلت جزءًا أساسيًا من رؤيته الشعرية المبكرة.
من أعماله: قصيدة الطوفان، السلم والكرسي، زي الهوا، تتر مسلسل أرابيسك، العائلة، المرسى والبحار، الأيام، عصفور النار، وقال البحر، بوابة الحلواني، ليالي الحلمية، المال والبنون، وغيرها الكثير. حتى رحل عن عالمنا في 25 يناير 2017.