في مشهد يعيد إلى الأذهان توترات سابقة في البحر المتوسط، تحوّل أسطول الصمود المتجه إلى غزة إلى عنوان عاجل على شاشات الأخبار بعد أن أعلنت إسرائيل، مساء الأربعاء، نجاح قواتها البحرية في السيطرة على عدد من سفنه ونقل ركابه إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
بداية الرحلة
الأسطول الذي ضم ناشطين من جنسيات مختلفة أبحر خلال الأيام الماضية تحت لافتة “Global Sumud” أو “أسطول الصمود”، حاملاً مساعدات إنسانية ومؤكدًا على هدفه الأساسي: كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإيصال الإمدادات مباشرة إلى السكان.
رحلة السفن كانت تسير بوتيرة هادئة حتى دخولها منطقة وُصفت بأنها “شديدة الخطورة”، حيث رُصدت تحركات بحرية وجوية إسرائيلية متزايدة، بينها زوارق حربية وطائرات مسيّرة.
لحظة الاعتراض
مع دخول ساعات المساء، اقتربت قوات خاصة إسرائيلية من بعض السفن، وتمكّنت من الصعود إليها والسيطرة عليها.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مقتضب أن “الركاب نُقلوا إلى ميناء إسرائيلي حيث ستُستكمل الإجراءات القانونية بحقهم”.
ولم تكشف السلطات بعد عن عدد المعتقلين أو هوياتهم، في حين أكدت مصادر مطّلعة أن من بين الركاب ناشطين أوروبيين وشخصيات معروفة عالميًا.
ردود الفعل
الدول الأوروبية: إيطاليا واليونان سارعتا إلى المطالبة بعدم استخدام العنف ضد المشاركين، وأكدتا أنهما تتابعان مصير رعاياهما عن قرب.
المنظمون: وصفوا ما جرى بأنه “قرصنة في المياه الدولية” وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإطلاق سراح المعتقلين وضمان وصول المساعدات.
الناشطون: من داخل الأسطول تحدّث بعضهم عبر اتصالات متقطعة عن “مضايقات بحرية” سبقت عملية الاقتحام، وأكدوا أن هدفهم يظل إنسانيًا بحتًا.
ما وراء الحدث
اعتراض الأسطول لا يُقرأ فقط في إطار مواجهة بحرية، بل يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول شرعية الحصار البحري على غزة وحدود القانون الدولي في مثل هذه الحالات.
بينما تعتبر إسرائيل أن ما قامت به “إجراء أمني مشروع”، يصرّ الناشطون على أن نقل مساعدات عبر البحر حق إنساني لا يمكن مصادرته بالقوة.
المشهد المقبل
حتى الآن يبقى مصير المشاركين معلّقًا، بانتظار ما ستعلنه السلطات الإسرائيلية في الساعات القادمة. وفي المقابل، تتصاعد الدعوات في عواصم أوروبية وعربية لمحاسبة إسرائيل على ما وصف بأنه “انتهاك صارخ للمواثيق الدولية”.
الحدث، بمختلف تفاصيله، مرشح لأن يتحول إلى نقطة مواجهة سياسية وإعلامية جديدة، تضع الحصار البحري على غزة في قلب النقاش العالمي مرة أخرى.