أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، اليوم الأربعاء، إنذار برتقاليا يشير إلى خطورة عالية نتيجة توقع هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية في عدة مناطق من البلاد، تشمل شمال غرب سنار، جنوب الجزيرة، جنوب النيل الأبيض، شمال جنوب كردفان، وجنوب جنوب دارفور.
وأوضحت الهيئة أن التحذير مستمر خلال الفترة المسائية وحتى منتصف الليل، ودعت المواطنين إلى توخي الحيطة، فتح المصارف، وتجنب عبور مجاري المياه السريعة الجريان.
يأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه السودان موسم أمطار متقلبا غالبا ما يرافقه خطر فيضانات واسعة النطاق.
ويحذر خبراء من أن ضعف البنية التحتية وتدمير شبكات الصرف بفعل الحرب والأزمات الأمنية يجعل البلاد أكثر عرضة للخسائر المادية والبشرية. وقد شهدت بعض الولايات في الأعوام الماضية فيضانات كارثية أدت إلى تهجير عشرات الآلاف وتدمير قرى بأكملها.
في سياق متصل، ربطت جهات محلية بين التحذيرات الحالية وارتفاع منسوب المياه في النيل الأبيض والأزرق، إذ أعلنت حالة الطوارئ في بعض الولايات الواقعة على ضفاف النهر.
وبرز مجددا الجدل حول تأثير سد النهضة الإثيوبي على الوضع المائي في السودان، حيث يرى البعض أن عمليات التصريف المفاجئ للسد قد تزيد من حجم الفيضانات، بينما تؤكد السلطات الإثيوبية أن السد ساهم في التخفيف من حدتها وليس في تفاقمها.
وتأتي هذه التطورات في ظل معاناة إنسانية متصاعدة. ففي دارفور مثلا، تسببت الأمطار الأخيرة في انزلاق أرضي مدمر أسفر عن مئات الضحايا، كما شهدت ولاية البحر الأحمر انهيار سد “أربعت” الذي أغرق القرى المحيطة وأدى إلى نزوح واسع.
وتقول منظمات إغاثة إن آلاف الأسر باتت في حاجة ماسة إلى مأوى عاجل ومساعدات غذائية.
الهيئة العامة للأرصاد شددت على ضرورة تعاون السلطات المحلية والمواطنين للحد من آثار الأمطار، مطالبة بسرعة الاستجابة لمواجهة أي فيضان محتمل.