فاجأ الجيل الجديد في العمل العام الجميع بطرح مبادرة الأسطول المصري لكسر الحصار عن غزة.
تخيل البعض في البداية أن الأمر لا يعدو لحظة حماسية سرعان ما ستنتهي، لكنهم أثبتوا أنهم على قدر اللحظة.
المبادرة أنقذتنا جميعا من غياب عن القضية، فرض على الشعب، لا يتناسب مع مواقف رسمية واضحة برفض مخطط تهجير الفلسطينيين.
فلم يكن يصح أن يغيب الشعب المصري وهو أكثر الشعوب العربية ارتباطا بفلسطين تاريخيا، وتقديم التضحيات منذ بداية التخطيط لإنشاء كيان الاحتلال، عن مشهد التضامن العالمي الذي رفع على عاتقه مهمة الإبحار إلى قطاع غزة لكسر الحصار والضغط من أجل وقف العدوان.
المعضلة الأكبر التي تواجه أسطول الصمود المصري، تتمثل في الحصول على موافقة السلطات المصرية، ليلحق بالسفن التي انطلقت من برشلونة مرورا بتونس قبل أن تبدأ الإبجار إلى محطتها الأخيرة في شواطئ غزة.
بعد إطلاق الشباب مبادرتهم، وبحسب ما أعلنته اللجنة التحضيرية للأسطول، فإنها تلقت آلاف الطلبات من المتطوعين للمشاركة في الأسطول رغم المخاطر المتوقعة، كما استقبلت مئات الطلبات من بحارة وربانية وميكانيكيي سفن للتطوع في الأسطول.
حتى الأن يتحرك الشباب على أمل موافقة السلطات، في وقت يبدو المنطق أن انطلاق أسطول الصمود الذي يحمل المئات من النشطاء والفنانيين من أوروبا يخدم الموقف المصري الرسمي الداعم لفلسطين الرافض للتهجير.
ربما يتفهم كثيرون رفض السلطات السماح للمسيرة التي أعلنت عنها اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة بالتزامن مع انطلاق الأسطول البري الذي انطلق من تونس قبل أشهر من الوصول إلى معبر رفح والاعتصام أمامه، باعتبار أن المنطقة الحدودية لا تتحمل وجود الآلاف في ظل سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر.
لكن الأمر في أسطول الصمود يختلف كثيرا، فهو لا يمثل آي خطر على الأمن القومي المصري، بل يدعم الموقف الرسمي المصري، بما سيشكله من ضغط على الاحتلال، خاصة وأنه يرفع نفس المطالب التي تتبناها الدولة المصرية وهي كسر الحصار ووقف الحرب ما يعني فشل مخطط التهجير.