لا ينفك عمرو بدر يفاجئني؛ كلما ظننتُ أنه اكتفى من المحاولة أجده يبدأ من جديد أيقونة في الحلم. لم أرَ مثله مذ كنتُ أحبو في بلاط صاحبة الجلالة، وحتى بعدما تركتها بسنوات، لا يزال كما هو: حالم، ثم حالم، ثم جورنالجي كما ينبغي أن يكون؛ لا ييأس رغم الضغط الذي تواجهه هذه المهنة، رغم السقف الذي هبط ليخنق كل نفس يحاول التغريد خارج السرب.
إنه عمرو بدر
الذي أطلق العنان للحلم منذ بوابة يناير، مرورًا بكل تجاربه “الصادقة”، وآخرها الموقع الذي عبر باسمه عما يسعى إليه دومًا، “الحرية”، وصولًا إلى إطلاق “القصة” الذي لا أتمنى إلا أن يبقى.
عرفته منذ سنوات؛ التقينا بعد أحد مواقفه البطولية التي لن أذكرها لأنني “بخاف”. وكان قد مر بتجربة صعبة سببها أنه أبى إلا أن يكون جورنالجي؛ وفور انتهاء الأزمة قرر أن يكمل ما بدأه دون خوف أو تردد، جمعًا من ظن فيهم خيرًا من زملائه، وكنتُ لحسن حظي من بينهم، إذ آمن بي منذ عرفني، ولم يتوانَ يومًا عن دعمي. ومنذ ذلك اليوم نمت هذه العلاقة واقتربت منه أكثر، وأشهد الله أني كلما اقتربت كلما زاد حبي واحترامي له؛ لم يقايض على قلمه يومًا، ولم يسلك للـ”مواءمات” طريقًا، ولا يعرف غير الحق سبيلًا.
أؤمن بعمرو بدر، أثق به، أتمنى له أن يستمر ويبقى كما هو، ألا يَغِرّه ظرف، ولا يثنيه ضغط، ولا يرهبه سامسونج.
علمت بـ”القصة” كما علم الجميع، من فيسبوك، وحين رأيت اسم عمرو بدر وتامر هنداوي وجدت نفسي أبتسم تلقائيًا؛ شعرت بشيء ما بداخلي يدعوني للتفاؤل، فها هي تجربة “صادقة” أخرى تخرج للنور من أعمق أعماق الظلام. انتظر منهما الكثير والكثير، وسأكون في مقدمة الـ”fans” لهذه التجربة، عسى أن أرى فيها ما عجزت عن فعله حين كنت مكانهما.
لا أبارك لعمرو وتامر الموقع الجديد فحسب، بل أبارك لصحافة مصر هذا الوليد الذي سيزرع أملًا أثق أن بذوره ما زالت بداخل عمرو، وأعلم أنها ستبقى كذلك.
لقد قررت منذ فترة طويلة التوقف عن الكتابة، لكنني لم أستطع إلا أن أعبر للأستاذ عن عظيم سعادتي ومزيد دعمي، وكل تقديري واحترامي، منتظرًا أن يحكي لنا “القصة” ما ينبغي أن يُحكى، ويقدّم صحافة أوشكنا أن ننساها، متمنيًا أن يكون بداية لعودة الروح — الجسد المحبوبة الأولى: الصحافة.