منذ بدايته عام 2014 صنع أحمد الغندور حالة فريدة في المحتوى العربي، بمزيج من العلم والسخرية والتمثيل، بدأ مشواره عبر “يوتيوب”، قبل أن ينتقل إلى منصة “AJ+” التابعة لشبكة الجزيرة، ثم إلى مشاريع إنتاجية مستقلة، من بينها “متحف الدحيح”، وعلى الرغم من الانتقادات التي كانت تطاله أحيانًا بسبب بعض الموضوعات المثيرة للجدل، فإن شعبيته لم تتأثر، بل ازدادت مع الوقت.
ترقب
حالة من الترقب يشهدها الوسط الإعلامي المصري، بعد تداول الأخبار عن احتمال عودة صانع المحتوى الشهير أحمد الغندور، المعروف باسم “الدحيح”، إلى الظهور عبر إحدى الفضائيات المصرية خلال الفترة المقبلة، في خطوة وصفها البعض بأنها قد تشكّل بداية “انفراجة” حقيقية في المشهد الإعلامي المحلي.
مصادر مطلعة كشفت أن مفاوضات غير معلنة جرت مؤخرًا بين فريق “الدحيح” وعدد من الجهات الإعلامية في مصر، بهدف دراسة إمكانية إنتاج نسخة تليفزيونية من برنامجه العلمي الشهير “الدحيح” على أرض مصر، الذي حصد ملايين المشاهدات على الإنترنت، وجذب قاعدة جماهيرية ضخمة من الشباب العرب.
أوريون مصري
الدحيح مهد من خلال منصاته المتنوعة لإعلام جديد أحبه الشباب؛ إذ إنه خرج من “صالون التوجيه” إلى “غرف الشباب”؛ حيث يلتقي وأفكارهم. رغم ذلك صار نجمًا شاسعًا يشبه مركبة “أوريون” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، التي ذهبت لاستكشاف رحلات فضائية، ثم عادت إلى الأرض بعد تحليقها لأكثر من 25 يوما في محيط القمر بهدف الإعداد لعودة البشر إلى سطحه في السنوات المقبلة.. فهل اقتربت عودة الدحيح؟
يأتي الحديث عن هذه الخطوة بالتزامن مع اتجاه واضح داخل القنوات المصرية نحو تجديد المحتوى واستعادة الجمهور الشاب الذي انجذب في السنوات الأخيرة إلى المنصات الرقمية.
ويرى مراقبون أن ظهور “الدحيح” على شاشة مصرية، خصوصا بعد لقائه المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام “لتعزيز التواصل مع صُنّاع المحتوى والمؤثرين فى مجال صناعة المحتوى الرقمي، وتشجيعهم على تقديم محتوى هادف يسهم في نشر المعرفة والوعى العام بين فئات المجتمع المختلفة” سيكون بمثابة “نقطة تحول”، تجمع بين روح المنصات الحديثة وتجربة التليفزيون التقليدي.
ورغم عدم صدور أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي المفاوضات، فإن مؤشرات عديدة تدعم صحة هذه الأنباء، خاصة مع حديث دوائر إعلامية عن “انفراجة قريبة” تشمل تجارب جديدة ووجوهًا مختلفة على الشاشات المصرية.
اختبار
ويرى خبراء أن ظهور “الدحيح” إن تم سيكون اختبارًا لقدرة الإعلام المصري على استيعاب جيل جديد من المبدعين، وإعادة صياغة العلاقة بين الشاشة التقليدية والمحتوى الرقمي، تجربة إن كُتب لها النجاح، فقد تعيد رسم ملامح الخريطة الإعلامية بالكامل، وتفتح الباب أمام عودة التنوع والمنافسة والجرأة في تقديم المعرفة بأسلوب عصري وجذاب يلائم التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية والسوشيال ميديا.