أستأذنكم في وقف سلسلتي الاقتصادية للتعليق على اتفاق غزة، وعدد من الملاحظات تتقاطع مع سؤال يطرحه البعض بسوء نية وأحيانًا بحسن النية، وإن كنت أرى أن سوء النوايا يغلب على هذه المساحة من المناقشات.
السؤال هو: هل أخطأت حماس في إطلاقها لعملية طوفان الأقصى؟
1- منذ انتفاضة الأقصى، المتربصون بفلسطين وغزة لم يطرحوا ولو مرة واحدة كيف تساند السياسة والقوة المالية للعرب أهل غزة في حربهم المشروعة، لم نسمع منهم سوى إدانة حماس بعمى سياسي لا يكلّف نفسه إدانة المجرم الحقيقي.
2 – لو تجمّع العرب قبل عام أو حتى عام ونصف لنصرة غزة وأهلها، لما وصل القطاع إلى هذا القدر من التدمير،
ولا ارتفع عدد الشهداء والمرضى والمصابين إلى هذا الحد الكارثي.
3 – موقف إسبانيا وبعض الدول الأجنبية والشعوب كان أقوى وأشرف من موقف الكثير من الأنظمة العربية.
4 – بقاء حماس هو الضمانة الوحيدة لاستمرار الطريق السلمي، لمن أراد سلامًا حقيقيًا، أما الإصرار على تفكيك قدرات حماس فيضع غزة وكل الفلسطينيين
تحت المقصلة الصهيونية، ولا ضمان لأمريكا أو ترامب أو غيره.
5 – رغم الشهداء والتجويع والتدمير، أجبرت إسرائيل على الجلوس مع حماس، وتراجع ترامب ونتنياهو عن خطة تهجير أهل غزة، والجيش الإسرائيلي أو قياداته اعترفوا أن ثمن إعادة احتلال غزة بشكل دائم فوق قدراتهم.
6 – ترامب وفريقه يعلمون أن استمرار دعم حرب الإبادة من أموال الأمريكان لم يعد مقبولًا، لأن الأمريكيين بدأوا مؤخرًا في التفكير في الجدوى الأخلاقية والاقتصادية لتمويل حرب إبادة يقودها مجموعة من المتطرفين.
7 – موقف مصر، رئيسًا وشعبًا، أشرف وأقوى موقف عربي، ورغم كل التحديات والصعوبات، لم تخضع مصر أو تُهمَّش، كما أراد – أو بالأحرى كما أراد بعض العرب المتصهينون والأمريكان.
8 – ردًا على (الأنطاع) الذين يُعايرون حماس بأنها قبلت بتقديم تنازلات كبيرة في اتفاق غزة الأخير، فإن تخلي معظم الأنظمة العربية عن غزة هو السبب الرئيسي
في العربدة الصهيونية والارتفاع الخرافي في عدد الشهداء والخسائر الأخرى، ومن ثم في إعادة حماس لترتيب أولوياتها.
9 – وردًا أيضًا على (الأنطاع) بتوع إننا عدنا مرة أخرى إلى حل الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح في آخر مراحل الاتفاق (لو صمد الاتفاق)، فأحب أن أذكّرهم أن نتنياهو له تصريح قبل شهرين من 7 أكتوبر
بأن القضية الفلسطينية لم تعد ملحة، وتصريحات أخرى من نوع: “لم يعد هناك من يتحدث عن إقامة الدولة الفلسطينية”، وذلك على أثر هرولة أنظمة عربية للتطبيع مع العدو الصهيوني والدخول تحت عباءة النظام الإبراهيمي.
اللهم احمِ أهل غزة وفلسطين وكل الشعوب العربية.