تشهد العملية الانتخابية لمجلس النواب 2025 حالة من التوتر والجدل في ظل تلك الانسحابات المفاجئة لعدد من المرشحين دون أسباب واضحة، وزيادة الاتهامات بالتلاعب وشراء الأصوات، في نفس الوقت مع خروج احتجاجات شعبية في بعض المحافظات رفضا لما يصفه الأهالي بتضييقات على مرشحيهم وتوترات تحيط بسير العملية الانتخابية.
وأعلن النائب أحمد إسماعيل، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن والمرشح عن دائرة السلام والنهضة، انسحابه من سباق الانتخابات البرلمانية لعام 2025، وذلك عبر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إسماعيل في كلمته المصوّرة إنه تقدم للترشح استجابة لرغبة أهالي الدائرة وبإرادة منفردة، مضيفا: اليوم أقدم لكم اعتذاري عن استكمال العملية الانتخابية، بالرغم من كل الحب والتأييد من جميع أبناء دائرة السلام والنهضة.
وأوضح النائب أنه اتخذ قرار الانسحاب لأسباب وظروف خاصة فضل عدم الإفصاح عنها، مؤكّدا احترامه لأهالي الدائرة ولتاريخه معهم، مشيرا إلى أنه كان ممثلا لهم في المجلس السابق والحالي بكل شرف ونزاهة في سبيل خدمة أهالي المنطقة.
وأكد إسماعيل أن مكتبه سيظل مفتوحًا أمام الجميع، موجهًا شكره لمؤيديه وأعضاء حملته الانتخابية لما قدموه من دعم واحترام طوال الفترة الماضية.
ومن جانبه أعلن عماد الغنيمي، المرشح عن دائرة إيتاي البارود وشبراخيت الدائرة الثامنة، انسحابه من جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب لعام 2025، وذلك في فيديو له تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وقال الغنيمي في الفيديو: تحت أي مسمى وتحت أي رقم، لن نتحدث في أرقام أو مسميات، ولأن التأسيس والأساس باطل، فما بني على باطل ينهار في يوم من الأيام، وأضاف أنه يعلن انسحابه من أمام مقره الانتخابي الذي أنشئ لخدمة المواطنين، مؤكداً أن هدفه منذ البداية كان الخدمة العامة.
وتابع الغنيمي: بعد تفكير طويل، قررت أن أترك السباق الانتخابي في الدائرة الثامنة، لإفساح الطريق أمام من تولوا الأمر، نحن لن نؤسس لباطل أو ظلم أو فساد، وتابع الجميع حضر عملية الفرز ورأى النتائج، وإذا كنا لا نستطيع تغيير هذا الواقع، فمن باب أولى ألا نشارك فيه.
وأكد أنه لن يقبل التواجد في موقع لا يستند إلى إرادة شعبية حقيقية، مشيراً إلى أنه راهن على دعم الناس الذين أدوا ما عليهم ولم يقصروا.
وأشار إلى أن بداية الظلم تمثّلت في عدم صدور قرار من اللجنة يسمح لمندوبه، الحاصل على توكيل رسمي، بحضور الفرز والحصول على الجدول ومحضر الفرز الموثق، وأضاف لن أشارك أبداً في وضع يمنح فيه من حصل على صفر عشرة أصوات مثلاً، ولا يشرفني أن أكون جزءاً من هذا “الماراثون المعيب”.
وأكد “الغنيمي” على استمراره في خدمة المجتمع ودعم الدولة المصرية، وقال: نحن لسنا ضد الدولة لأنها غير فاسدة، إنما الفساد في بعض الأشخاص، ولذلك من هذا الموقع أقول: حلال عليكم الانتخابات… كملوها، ونشكر كل من دعمنا ووقف إلى جانبنا.
ومن جانب آخر، ناشدت النائبة شادية ثابت، المرشحة عن دائرة إمبابة في انتخابات مجلس النواب 2025، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك في فيديو نشرته عبر صفحتها على موقع فيسبوك، وأكدت أنها كانت نائبة سابقة في برلمان 2015 وتترشح حاليا للانتخابات الجديدة، مشيرة إلى أنها تتقدم بتظلم للمرة الثالثة أمام الهيئة الوطنية للانتخابات لمعرفة مصير أصواتها.
وقالت، إنها نزلت مناطق إمبابة بالكامل خلال حملتها الانتخابية، إلا أنها فوجئت بحديث إحدى المرشحات المنسحبات عن وجود مرشحين اثنين مسميين بعينه، ويحظون بدعم كبير من جهات معينة، مضيفة أنها لم تصدق ذلك في البداية، لكنها اكتشفت لاحقا وجودهما بالفعل واستفادتهما من هذا الدعم.
وأوضحت أن تظلمها يستند إلى سببين رئيسيين: الأول وهو وجود تعليمات لأول مرة تمنع حضور أي شخص لعملية الفرز سوى المندوبين أو المرشح نفسه، وهو ما لم يكن معمولا به سابقًا، والثاني، أنها حضرت إلى مقر الهيئة الوطنية للانتخابات ثلاث مرات دون أن تتمكن من الدخول أو التواصل مع أي مسؤول.
وأضافت “ثابت” أنها قدمت خدمات ومشروعات عديدة لأهالي الدائرة خلال فترة عضويتها السابقة، لكنها فوجئت بحصولها على 12 ألف صوت فقط، بينما حصل مرشح آخر تؤكد أنه لا يمتلك حضورا في الدائرة على 23 ألف صوت، وتساءلت: لماذا منع المندوبون من حضور الفرز والحصول على بيانات مختومة؟.
وتابعت مناشدتها للرئيس السيسي، مؤكدة أن بعض المرشحين الذين تم دعمهم لم يقدموا للدولة ما قدمته هي من مشروعات وخدمات، كما أعربت عن استيائها مما وصفته بـ”ضياع أصوات الناس الغلابة” الذين نزلوا للتصويت لصالحها، مشددة على أنها التزمت بتوجيهات الرئيس ولم تنسحب.
وأكدت ثابت أنها لم تشترِ الأصوات التي حصلت عليها، متسائلة لماذا يتم استبعادي ويؤتى بأشخاص ليست لهم حيثية؟.
وطالبت في ختام حديثها بتدخل الرئيس السيسي والمجلس القومي المختص للنظر في شكواها وما وصفته بالظلم الواقع عليها.
كما تقدم أحد مرشحي دائرة أبو حمص وإدكو بمحافظة البحيرة، بمناشدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر فيديو متداول، كشف فيه تفاصيل ما وصفه بمخالفات جسيمة نالت انتخابات مجلس النواب 2025 في الدائرة الثالثة.
وقال المرشح في الفيديو، إن المرشحين لم يحصلوا على محاضر الفرز، كما لم يسمح لمندوبيهم بحضور عملية فرز الأصوات، الأمر الذي اعتبره مؤشرا على وجود تلاعب في عملية التجميع وإعلان النتيجة.
وأضاف قائلا: انتخابات 2025 في الدائرة الثالثة بأبو حمص يا سيادة الرئيس، ما حدث فيها من تزوير وقلب للحقائق يثير الكثير من الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية، وأوضح أنه بناءً على ما تم حصره في 80 صندوقا انتخابيا، بلغ إجمالي الأصوات داخل هذه الصناديق نحو 87 ألف صوت، وقد حصل أعلى المرشحين على حوالي 28 ألف صوت، يليه آخر بـ 26 ألف صوت، ثم مرشح ثالث بـ 22 ألف صوت، ورابع بـ 20 ألف صوت، ثم مرشح خامس حصل على 15 ألف صوت.
وأشار إلى أنه لم يتم إعلان الإعادة بين المرشحين الأربعة الأوائل، كما كان متوقعا وفق الأرقام المعلنة من داخل اللجان، مضيفا أن المفاجأة كانت عند إعلان النتيجة رسميا، حيث أعلن رئيس اللجنة الفرعية، القاضي المشرف على الانتخابات، حصول المرشح الأول والثاني على 102 ألف صوت لكل منهما، مدعيا أن إجمالي الحضور في الدائرة بلغ 212 ألف ناخب.
وأكد المرشح أن هذا الرقم غير منطقي ومستحيل، على حد تعبيره، في دائرة مثل أبو حمص وإدكو، مطالبا الرئيس السيسي بالتدخل للتحقيق فيما جرى خلال عملية التصويت وإعلان النتائج.
وتواصلت الاحتجاجات في عدد من المحافظات عقب إعلان النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025، حيث شهدت قرى ومراكز عدة مظاهرات رافضة لما وصفه الأهالي بتزوير الأصوات، والتلاعب في عمليات الفرز.
ففي دلجا بمحافظة المنيا، عبر عدد من الأهالي عن استيائهم مؤكدين حدوث تلاعب في العملية الانتخابية، مشيرين إلى أنه جرى تقليص عدد اللجان منذ بداية التصويت من ست لجان إلى لجنتين فقط، مما اعتبروه تضييقا على الناخبين.
وأوضح المحتجون أن عدد الأصوات التي حصل عليها مرشحهم بلغ 15 ألف صوت وفق ما وصفوه بأنه موثق على جميع المواقع، إلا أنهم فوجئوا بإعلان حصوله على 11 ألف صوت فقط، بينما جرى إعلان حصول منافسه على 17 ألف صوت رغم أن حصيلته بحسب قولهم لم تتجاوز 7 آلاف صوت.
وأكد المتظاهرون أن ذلك يعكس غياب العدل في الفرز، مطالبين الرئيس السيسي بالتدخل، قائلين: الرئيس قال لنا اختاروا من يمثلكم، وعندما اخترنا فوجئنا بالتلاعب في الصناديق”.
وترددت وسط التجمعات الاحتجاجية هتافات من الأهالي، من بينها”زوروها”.
وفي سياق متصل، شهدت قرية درنكة بمحافظة أسيوط، ومركز المراغة بمحافظة سوهاج، تظاهرات مماثلة، ردد خلالها المحتجون هتافات رافضة للنتائج، أبرزها: “واحد اتنين.. أصواتنا راحت فين”، في إشارة إلى شكوكهم حيال نزاهة العملية الانتخابية.
شهدت الدائرة الأولى بمحافظة بني سويف مشاركة 93,251 ناخبا في عملية التصويت، فيما بلغت عدد الأصوات الصحيحة 88,669 صوتا.
وحصل المرشح يوسف شعبان، مرشح حزب مستقبل وطن، على 93,251 صوتا، بينما نال المرشح محمد رجب، ممثل حزب حماة الوطن، نحو 58 ألف صوت.
