أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن الفرقاطة البحرية الإيطالية المرافقة للأسطول أُبلغت من قبل وزارة الخارجية الإيطالية بأنها ستبث قريبا نداء لا سلكيا تقدم فيه للمشاركين “فرصة” لترك السفن والعودة إلى البر قبل الوصول إلى “المنطقة الحرجة”.
اقتراب من مساحات الخطر وتحذير إيطالي يزيد المخاوف
وتؤكد اللجنة أن هذا الإجراء لا يشكل حماية للأسطول بل محاولة لتفكيك مهمة إنسانية سلمية وإضعاف معنويات المشاركين، وتصف اللجنة ما يجري بأنه “تخريب” مقنع بدبلوماسية رسمية، وترى فيه محاولاتٍ للالتفاف على مسؤولية حماية المدنيين وإخراج المبادرة من سياقها الإنساني.
وتؤكد اللجنة أن القصد الحقيقي من مرافقة سفن حربية كبيرة هو تأمين مرور متطوعين سلميين وتطبيق القانون الدولي، وأن أي دور يقتصر على مصاحبة أو “منح فرصة للانسحاب” يعد تواطؤ مع استمرار الحصار والاعتداءات التي تعرض الشعب الفلسطيني للمجاعة والعقاب الجماعي.
وتشدد اللجنة على أن كل مشارك على متن السفن وصل وهو مدرك بالمخاطر، وأن التغاضي عن فرض حماية فعّالة يعني ترك المدنيين وحدهم أمام نتائج كارثية، وتدعو اللجنة الحكومة الإيطالية إلى تحويل مرافقتها إلى عمل عملي يضمن وصول الإمدادات وإنفاذ القانون الدولي، وإلى أن تبحر مع الأسطول إذا كانت فعلا ترغب في حماية الأرواح.
وفي ختام بيانها كررت اللجنة دعوتها إلى دول وحكومات وشعوب العالم لاتخاذ ما يلزم من إجراءات عملية لفرض وصول الأسطول وتحقيق هدفه الإنساني في كسر الحصار وفتح ممر بحري إنساني دائم إلى غزة.”اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة”،
كما أشار باسل رمسيس، أحد المشاركين في أسطول الصمود، إلى نقطتين محوريتين لِمن يتابع الأسطول ويحرص على سلامته واستمرار مهمته:”نطاق الخطر وحقيقة الحماية الدولية المرافقة”.
النقطة الأولى التي أوضحها رمسيس أن دولة الاحتلال تحدد منطقتين تعدان “منطقة خطر”، واحدة خط على بعد 500 كيلومتر من غزة وآخر على بعد 200 كيلومتر.
وبحسب ما نقله عن زملائه الذين لا يزالون على متن قارب يولارا/الناصرة ومتابعات تتبع مسار المراكب، فقد تجاوز الأسطول خط الـ 500 كيلومتر فجر اليوم، ومع عبور خط الـ 200 كيلومتر ستتعاظم مخاطر التعرض خلال ساعات مقبلة.
النقطة الثانية التي أكد رمسيس عليها، أن الحماية الدولية المرافقة للأسطول غير واضحة المهام: الفرقاطة الإيطالية والأخرى الإسبانية لا يتضح إن كان دورهما حماية فعلية أم مصاحبة أم إنقاذ”، معتبرا أن هذه وظائف مختلفة وتتطلب توضيحاً واضحاً.
وقال إن الوجود البحري لحلفاء دوليين لا يعني أنهم سيقفون أمام قوات الاحتلال لحماية المشاركين، وأن احتمال أن يقتصر دورهم على التدخل بعد تهديد إسرائيلي أو عملية ابتزاز للمشاركين لإجبارهم على النزول إلى سفن عسكرية ثم إعادتهـم إلى الشواطئ وارد.
وذهب رمسيس إلى أن الحماية الوحيدة المطلوبة حالياً هي حماية سياسية وضغط شعبي يدفع نحو تنفيذ مهمة الأسطول:” الوصول إلى غزة، كسر الحصار، توصيل المساعدات، وفتح ممر إنساني دائم”.