أفاد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس، يوم الثلاثاء، بعقد لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، وذلك عقب الاشتباكات التي وقعت في مدينة حلب ليلة الاثنين.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر لسكاي نيوز عربية عن بدء اجتماع في دمشق يضم وفدًا من قسد برئاسة مظلوم عبدي وممثلين عن الحكومة السورية.
وأفادت وسائل إعلام كردية بأن الوفد يشمل إلى جانب عبدي القيادية الكردية إلهام أحمد.
وبالتزامن مع هذا اللقاء، أعلن وزير الدفاع السوري عن التوصل إلى اتفاق مع قائد قسد على وقف فوري لإطلاق النار في شمال وشرق سوريا.
وفي مدينة حلب، يسري حاليا وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه في ساعات الفجر بعد تصعيد شهد مواجهات بين القوات الحكومية والقوات الكردية أسفر عن مقتل شخصين.
وبدأ التوتر في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية مساء الاثنين، حيث وجهت سلطات دمشق اتهامًا للقوات الكردية بقصف المنطقة.
وأوضح مصدر عسكري في تصريحات صحفية، أن الجيش السوري اكتشف سابقًا نفقًا يعود لقوات قسد يربط مواقعهم بمنطقة خلفية لمواقع الجيش والأمن قرب حي الأشرفية، وتم تدميره، مشيرا إلى أن الهدف من النفق كان تنفيذ أعمال تخريبية واستخدامه للتسلل وشن هجمات على القوات الأمنية والعسكرية.
وأضاف المصدر أنه بعد تفجير النفق، قامت قوات قسد بإرسال عناصر بملابس مدنية للاشتباك مع حواجز الأمن الداخلي باستخدام العصي والحجارة بهدف تشتيت الانتباه، مما أتاح الفرصة لعناصر مسلحة أخرى بالتسلل ومهاجمة الحواجز.
ووفق المصدر نفسه، بدأ الجيش بنشر حواجز لإغلاق الطرق المؤدية للأحياء المعنية بالكامل، مع إعادة الانتشار حول منطقتي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.
وفي تصريح سابق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إن قوات قسد تسعى لتحويل حيي الأشرفية والشيخ مقصود إلى “ثكنات عسكرية تُستخدم للهجوم على المدنيين”.
يُذكر أنه في مارس الماضي تم توقيع اتفاق بين السلطات السورية والقوات الكردية لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن المؤسسات الوطنية، ومع ذلك، ظلت هناك خلافات كبيرة أدت إلى تأخير تنفيذ هذا الاتفاق.
وفي تطور آخر، أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، أمس الاثنين، أنه تم عقد لقاء جمعه مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، حيث ناقشا مجموعة من القضايا الرئيسية، مؤكدا أن المناقشات ركزت على تعزيز التكامل السياسي داخل سوريا، الحفاظ على وحدة أراضيها، توفير بيئة آمنة لجميع مكونات الشعب السوري، ومواصلة الجهود المبذولة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بالمنطقة.
وفي بيان صادر عن براك عبر حسابه على منصة “إكس”، أوضح أنه زار شمال شرق سوريا برفقة قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، مشيرا إلى إجراء محادثات معمقة مع مظلوم عبدي وقوات سوريا الديمقراطية، مؤكداً أن هذه الخطوات تمثل دعما لرؤية الرئيس الأميركي الرامية إلى منح السوريين فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية ضمن جهد متجدد لتحقيق السلام والازدهار المشترك.