أخبار هامة

رئيس مجلس الإدارة

محمود فؤاد

مدير التحرير

نور الدين نادر

الحكاية من أولها

رئيس التحرير

عمرو بدر

الحكاية من أولها

رئيس مجلس الإدارة

محمود فؤاد

مدير التحرير

نور الدين نادر

رئيس التحرير

عمرو بدر

“لو سيبنا الأرض هنروح فين؟”.. القصة الكاملة لأزمة ارتفاع منسوب النيل وغرق القرى والجزر

مش عارفين ننام من صوت المية وهي داخلة في البيوت. عمرنا ما شفنا النيل بيغرق كده، إحنا بنحب النهر، بس المرة دي إحنا خُفنا منه”. هكذا لخص أحد سكان قرية “دلهمو” بالمنوفية واقع الأيام الأخيرة، بعد أن تحوّلت الحياة في بعض القرى المصرية إلى ما يشبه حالة طوارئ مفتوحة؛ وذلك بعد ارتفاع منسوب النيل فجأة والذي لم يطرق الأبواب، بل دخل مباشرة إلى الحقول، ثم الشوارع، ثم البيوت.

في شمال مصر وجنوبها، وعلى امتداد الجزر النيلية، تفاقمت الأزمة، والسبب، كما تكشف البيانات والتحليلات، ليس فقط فيضانات طبيعية، بل أيضًا تصرفات بشرية غير مسؤولة صنعت “فيضانًا صناعيًا” أغرق ما تبقى من أمان.

بداية الحكاية: مياه تأتي من بعيد

منذ أيام، بدأت الأنظار تتابع التحولات في منسوب نهر النيل، الارتفاع كان تدريجيًا، لكنه مستمر.

أخبار ذات صلة

IMG-20251010-WA0045
أولى مفاجآت الانتخابات.. محمود بدر يدرس الترشح مستقلًا على المقعد الفردي في شبين القناطر
19_2025-638927151280400421-40
موعد مباراة منتخب مصر أمام غينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026
Screenshot_20251010_123602
الجارديان: النرويج في حالة تأهب لردة فعل ترامب بعد عدم منحه نوبل

التحليلات ربطت بين ما يحدث في مصر وبين ما حدث في السودان، الذي تعرّض لفيضانات واسعة النطاق، بالتزامن مع فتح مفاجئ لبوابات سد النهضة الإثيوبي.

وزارة الري والموارد المائية كانت تتابع الموقف، التحذيرات خرجت مبكرًا، تحديدًا للمحافظات ذات الأراضي المنخفضة مثل المنوفية، البحيرة، كفر الشيخ، وقنا.

لكن رغم التحذير، وصلت المياه أولًا إلى أراضي طرح النهر، وهي الأراضي القريبة من مجرى النيل التي يُفترض ألا تُبنى أو تُزرع، غير أن الواقع مختلف، كثير من السكان استقروا فيها منذ سنوات، واعتبروها مصدرًا للرزق والحياة.

النيل فوق الأراضى وتحت البيوت

في بعض القرى، لم يكن هناك وقت كافٍ للهروب. “دلهمو” في مركز أشمون، واحدة من أكثر المناطق تضررًا، حيث تسللت المياه إلى المنازل، وغمرت الحقول، واضطر الأهالي للتنقل بالمراكب داخل شوارعهم.

فالمنظر نفسه تكرّر في قرى بمحافظة البحيرة، حيث دخلت المياه إلى بيوت مبنية على أراضي منخفضة، دون وجود جسور أو مصدات كافية.

أما “المحصول راح، والبيت غرق، وولادي نايمين فوق السطوح”، تقولها أم محمود، وهي تمسك بيد حفيدها وتحاول إنقاذ ما يمكن من أثاث بيتها الغارق.

في محافظة قنا، تم الإبلاغ عن غرق أراضٍ زراعية بجزر نيلية مثل “نجع مكي”، وسط تحذيرات من أن عددًا كبيرًا من الجزر مهددة بالغرق الجزئي أو الكلي.

المياه دخلت الأراضي المخالفة

الحكومة ردّت سريعًا على الأزمة، وخرجت محافظة المنوفية بنداء عاجل للأهالي بإخلاء المناطق القريبة من مجرى النهر.

بدوره ذكر رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الأزمة كانت متوقعة جزئيًا بسبب ما حدث في السودان وإثيوبيا، لكنه حذر من أن شهر أكتوبر سيشهد استمرار التصريفات، ما يعني احتمالية غمر أراضٍ جديدة.

كما شددت وزارة الري على أن معظم الأراضي التي غمرتها المياه تقع ضمن طرح النهر، وهي أراضٍ غير مخصصة للبناء أو الزراعة، محذرة من استمرار التعديات وضرورة التعامل الجاد مع هذه المشكلة المزمنة.

فيضان مفتعل.. وتصرفات غير مسؤولة 

 وصف بيان لوزارة الري ما حدث بأنه “فيضان صناعي مفتعل”، محمّلاً المسؤولية المباشرة للإدارة الأحادية لسد النهضة الإثيوبي.

“لقد تسببت الإدارة الأحادية وغير المسؤولة للسد الإثيوبي في تغيير مواعيد الفيضان الطبيعي، وإحداث فيضان صناعي مفتعل أكثر حدة وقوة”، وفقًا لما جاء في البيان.

وتابع البيان: “هذا التصرف العبثي، الذي لا هدف له سوى الاستعراض الإعلامي والسياسي، ألحق خسائر فادحة بالسودان، وهدد حياة ومقدرات شعبي دولتي المصب”.

البيان أعاد التأكيد على أن تخزين 74 مليار م³ من المياه بشكل منفرد ومخالف للقانون الدولي، يجعل من السد خطرًا دائمًا في أوقات الجفاف أو الفيضان.

جزر مصر في مرمى الخطر

أحد الجوانب الأقل ظهورًا في الأزمة هو تأثيرها على الجزر النيلية.

بحسب تقارير رسمية هناك 144 جزيرة على نهر النيل معرضة للتأثر المباشر إذا استمر ارتفاع المنسوب، من بينها: الزمالك، الوراق، جزيرة الدهب وهي جزر داخل قنا، أسيوط، سوهاج

في قنا وحدها، 45 جزيرة، منها 29 تُغمر جزئيًا عند زيادة المنسوب.

الخطر لا يعني بالضرورة غرقًا كاملًا، لكنه يكفي ليعطّل الزراعة، يهدد البيوت، ويجعل الحياة غير مستقرة.

هذا ما يفعله الجريان العنيف

من جانبه، حذر الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، من أن ضخ كميات ضخمة من المياه دفعة واحدة  سواء من السد العالي أو بفعل فيضان مفاجئ — يؤدي إلى تآكل ضفاف النهر وغرق الجزر.

وأكد القوصي قائلاً: “في الحالات الطبيعية، النيل بيصرف حوالي 70 مليون متر مكعب يوميًا، لكن لما نوصل لـ250 أو 270 مليون، بتبقى السرعة مهولة، والمية بتكسر الضفاف وتغرق المناطق المنخفضة”.

وأوضح أن فارق الانحدار بين أسوان (80 مترًا فوق سطح البحر) وشمال الدلتا (صفر تقريبًا) يجعل المياه تجري بقوة شديدة، لا يمكن السيطرة عليها في ظل تصرفات مفاجئة وغير منضبطة.

فرصة وسط الأزمة

ومن جهة أخرى، يرى الخبير البيئي الدكتور مجدي علام، أن الأزمة لا يجب أن تُرى فقط من زاوية الخطر، بل أيضًا كفرصة مهدرة.

وأوضح: “الفيضانات دي لو كنا مستعدين ليها، كنا استخدمناها لتعزيز مخزوننا المائي، بدل ما تغرق البيوت وتضيّع المحاصيل”.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة جزء من الانقلاب المناخي الذي يشهده العالم، وأن مصر في حاجة إلى نظام مائي ذكي قادر على امتصاص الزيادات المفاجئة بدلًا من التسبب في كوارث كل عام.

صوت الناس: “سيبنا الأرض نروح فين؟”

الصور وحدها لا تكفي لتوصيل ما يعيشه الناس.

في بعض القرى، الأهالي تركوا بيوتهم تحت ضغط المية.
في قرى أخرى، مازال الأهالي متمسكين، خايفين يسيبوا الأرض اللي عاشوا فيها عمرهم كله.

“الأرض دي أكل عيشي، والمية أخدتها قدام عيني”، يقول فلاح خمسيني وهو يطالع أرضه الغارقة بالدموع في عينيه.

مشاعر متداخلة: خوف، غضب، إنكار، وأمل ضعيف في أن الحكومة تساعد، أو أن النيل “يهدا”.

شارك

اقرأ أيضًا

شارك

الأكثر قراءة

2758890_0
ليس ترامب.. نوبل للسلام تذهب إلى الفنزويلية ماريا كورينا
قفغفا
إعمار غزة.. من يأكل الكعكة؟
images - 2025-10-10T112921
الديوك الفرنسية في اختبار جديد أمام أذربيجان لحسم الصدارة مبكرًا
Screenshot_20251010_111427
إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي ينسحب من عدة مناطق في غزة

أقرأ أيضًا

Screenshot_20251006_093021
طقس اليوم الجمعة.. خريفي معتدل مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة
IMG-20251010-WA0026
"مقلد": اخترت العودة إلى شجر دمياط في "سكة بيضا"
أبوظبي تعلن استضافة كأس السوبر المصري
أبوظبي تعلن استضافة كأس السوبر المصري نوفمبر المقبل
«شات جي بي تي» يطلق متجر التطبيقات الذكية
"شات جي بي تي" يتيح استخدام التطبيقات الذكية داخل المحادثة