إبراهيم الشيخ.. شاب لم يتجاوز عمره 33 عامًا، نشأ دائمًا وسط الناس، قريبًا منهم ومن أحلامهم وطموحاتهم، منذ سنواته الأولى وهو يؤمن بأن التغيير لا يأتي إلا من قلب الشارع، من نبض المواطن البسيط، ومن هنا بدأ رحلته مع العمل السياسي.
شارك في ثورة 25 يناير، وانشغل في حملات التغيير السياسي والاجتماعي، وكان من أبرز المشاركين في حملة حمدين صباحي لانتخابات الرئاسة في عامي 2012 و2014، كما كان جزءًا من التيار الشعبي الذي سعى لتمثيل الناس والدفاع عن حقوقهم.
رؤية الفقر عن قرب
ابتعد “إبراهيم” لفترة عن الساحة السياسية، ليتفرغ للعمل الاقتصادي والاجتماعي، حيث تولى رئاسة مجلس إدارة شركة “كون للتجارة والاستثمار”، كما أسس جمعية “جسور الأمل لتنمية المجتمع”، والتي قامت بالكثير من الأعمال الخيرية وقدمت المساعدات الإنسانية للأسر الأكثر احتياجًا.
هذا العمل اليومي مع الناس ومعاناتهم جعله أقرب لفهم حقيقة الواقع، فقد رأى الفقر والمرض بعينه، لا عبر التقارير أو الشكاوى، وشاهد كيف أن بعض الأسر لا تملك ثمن الدواء أو أدوات الدراسة لأطفالها، كل هذا جعل من عودته للعمل السياسي أمرًا طبيعيًا.
آخر فرصة للتغيير
لم يكن هناك وقت محدد اتخذ فيه قرار الترشح، لكنه كان يرى أن الفراغ السياسي الذي تعاني منه الساحة اليوم يستدعي أن يتقدم من هم قادرون على تمثيل الناس بحق، من يشبهونهم ويشعرون بهم، لا من يتحدثون عنهم من بعيد.
إبراهيم الشيخ يرى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تمثل آخر فرصة حقيقية للتغيير، وهي الفرصة الأهم في تاريخ مصر الحديث، ويؤمن أن طريق الصندوق هو الطريق الآمن والدستوري للتعبير عن الإرادة الشعبية وتحقيق الإصلاح.
مراهنة على الشباب
ينطلق في حملته من إيمان راسخ بأن الشعب هو صاحب القرار، وهو من يملك الاختيار، ومن هذا المنطلق تم اختيار شعار “يحيَ الشعب” منذ أكثر من عام، ليكون عنوانًا لحملة تؤمن بحق الناس في أن يكون لهم صوت، لا يُقصى ولا يُسكت.
رغم التحديات التي يفرضها المناخ العام، فإن الشيخ يؤمن بأن هناك دائمًا مساحات يمكن استغلالها لصالح الناس، ويرى أن تحركاته المبكرة منذ أكتوبر الماضي منحت حملته فرصة حقيقية للنجاح، وهو يراهن بشكل خاص على الشباب، باعتبارهم أصحاب المصلحة الأولى في المستقبل، والقادرين على التغيير الحقيقي.
حمل هموم الناس
في رؤيته للعمل البرلماني، لا يرى النائب مجرد مشرع، بل ممثل حقيقي للناس، له دور رقابي وخدمي وتشريعي متكامل، ويؤكد دائمًا على ضرورة الفصل بين العمل الخيري والعمل الانتخابي، فالجمعية التي أسسها لم تكن أبدًا وسيلة لكسب الأصوات، بل واجب إنساني خالص لا يرتبط بأي مصلحة انتخابية.
إبراهيم الشيخ ليس مرشحًا يبحث عن كرسي، بل صوت صادق لمن لا صوت لهم، يحمل هموم الناس على كتفيه، ويأمل أن يكون تمثيلهم تحت قبة البرلمان خطوة نحو التغيير الحقيقي الذي يطمح له الجميع.