تسعى السعودية إلى تحقيق تقدم في قطاع الثقافة والفنون الإبداعية عبر اقتناص نصيب من الاستثمارات العالمية التي تُقدّر بـ 4.3 تريليون دولار سنوياً، وفقاً لما أوضحه وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي الأول الذي انعقد في الرياض.
السعودية تستهدف حصة من سوق الاستثمارات الثقافية العالمية البالغة 4.3 تريليون دولار
وهذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية المملكة لتعزيز التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
مع بروز العاصمة الرياض كمركز ثقافي إقليمي بارز، تخطط السعودية لتوسيع دور القطاع الخاص في دعم الاستثمارات الثقافية.
وأكد وزير الاستثمار خالد الفالح خلال إحدى جلسات المؤتمر أنه تم طرح نحو 40 فرصة استثمارية عبر منصة “استثمر في السعودية”، مع توقعات بعوائد تصل لبعضها إلى 20%.
تسعى المملكة إلى رفع مساهمة القطاع الثقافي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، أطلقت السعودية العام الماضي أدوات تمويلية مخصصة عبر “الصندوق الثقافي”، بما في ذلك برنامج التمويل الثقافي لدعم أكثر من 300 نشاط مختلف ضمن 16 قطاعاً ثقافياً متنوعاً.
وأشار الوزير الفالح إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاع الثقافي بلغ 500 مليون دولار في العام الماضي، مع دخول 1700 مستثمر أجنبي إلى السوق السعودية في هذا الجانب.
وأوضح أن المملكة تعمل على استقطاب الشركات الناشئة التي تركز على الفنون الإبداعية، مضيفاً طموحها إلى تأسيس شركات “يونيكورن” ثقافية، وهي الشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار، وذلك على غرار توجهاتها الحالية في قطاع التقنية وريادة الأعمال.
كما أعلن الفالح عن خطة لإطلاق صندوق برأسمال مبدئي قدره 150 مليون ريال لدعم أنواع محددة من الفنون الإبداعية.
يُعد مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تستضيفه الرياض يومي 29 و30 سبتمبر خطوة هامة لتطوير القطاع، حيث تناقش أجندته مفهوم الاستثمار الثقافي وعوائده، بالإضافة إلى أساليب التمويل الحديثة وصناديق الاستثمار العالمية المتعلقة بالثقافة وريادة الأعمال الإبداعية، مما يسهم في تعزيز تحول القطاع إلى منصة متكاملة لجذب رأس المال المحلي والأجنبي، وفقاً لتقارير صادرة عن وكالة الأنباء السعودية