“لو سألت مواطنًا عاديًا في الشارع عن موعد إجراء انتخابات مجلس الشيوخ، فلن يكون مفاجئًا إن قال لك: يعنى إيه انتخابات؟ لست متجنيًا إن قلت إن ما يجرى الآن حول انتخابات الشيوخ أو النواب لم يحدث له مثيل فى تاريخنا، حتى أيام التنظيم الواحد”. ربما تكشف لك هذه الفقرة، كيف يكتب عصام كامل لجمهوره، وكيف يرى مهنة الصحافة، ودورها وما يجب عليها أن تكون.
هذا سيئ وذاك جيد
كذا كتب كامل: “قالت مصر كلمتها في القمة العربية الإسلامية بوضوح، ودون خوف أو رهبة أو تردد، وحذر الرئيس السيسي من خطر داهم يطال العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى، جراء عدم وجود قوة عسكرية تحميه، صفق الحضور دون أن يتعدى تصفيقهم حدود مسامعهم”. بلا غضاضة في أن يقول هذا سيئ وذاك جيد.. عندما يكون جيدا بالفعل.
ففي الفقرة الأولى التي كتبها قبل انتخابات الشيوخ السابقة تحت عنوان “كلام فى سرك.. مصر فيها انتخابات”، فند رؤيته للواقع، وأحال القارئ بسخرية لاذعة إلى واقعها السوداوي، وفي المقالة الثانية “الأموال لا تصنع دولا” انحاز للموقف الجيد بوضوح.
يعتبر عصام كامل رئيس تحرير فيتو أحد أبرز الأصوات الصحفية التي نادت بالحرية المهنية للصحفيين، وأثرت الصحافة المصرية بأفكار وآراء صادقة وجريئة.
يعتبر كامل أن تعديل قانون نقابة الصحفيين ليس أمراً قابلاً للنقاش أو التفاوض بل هو ضرورة ملحة، مؤكدا أنه – تعديل القانون – “معركة لا بد من خوضها”، إذ إن “هناك نصوصا قانونية موجودة تحمي الصحفي وحرية الصحافة لكنها غير مفعلة”.
الصحافة ومناخ الحرية
كامل – كما يرى كاتب هذا البروفايل – يعتبر أن حرية الصحافة لا تعني بالضرورة الفوضى. ولكن الالتزام بالقانون والمهنية، وأن “الصحافة لا بد أن تحيا في مناخ من الحرية الفكرية حتى تحقق الدور الذي أنشئت من أجله”.. كما يقول.
ما يميز كتابات كامل أنها تتجاوز حدود الرأي الفردي لتصبح حجرا يحاول أن يحرك المياه الراكدة، حتى لو استدعى ذلك غضب نائب رئيس الوزراء!
وفي الوقت نفسه، يخاطب الجمهور ليبني وعيا عامًا – على الطريقة القديمة – لكنه يطالب بالحرية والشفافية دائما.. ويشير للآخر ويومئ لنفسه: هذا سيئ وذاك جيد.