يبدو أننا أمام مشهد سياسي جديد يطرح تساؤلات عديدة على الساحة السياسية الدولية؛ ويوشي بجميع الاحتمالات المستقبلية بين القاهرة وتل أبيب.
غاب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعماء العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، هذا الغياب أعاد إلى الأذهان تساؤلات حول تمثيل مصر في المحافل الدولية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية التى رفضت مصر ملف التهجير وذكرت بأنها لن تشارك في أي ظلم على الشعب الفلسطينى.
تمثيل مصر في القمة
رغم غياب الرئيس السيسي، إلا أن مصر كانت حاضرة بقوة من خلال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي ترأس الوفد المصري في القمة، وقد ألقى كلمة مصر في مؤتمر السلام الذي انعقد تحت إشراف فرنسا والسعودية، والتي وُصفت بأنها “كلمة مشرفة وقوية”.
في هذا السياق، أوضح الدكتور أبو الخير أحمد عطية، أستاذ القانون الدولي، أن الدولة لها الحق في تمثيل نفسها بـ3 شخصيات: رئيس الدولة، أو رئيس الوزراء، أو وزير الخارجية.
وأضاف: “في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس شرطًا أن يحضر الرئيس شخصيًا، بل يمكن أن ينوب عنه رئيس الوزراء أو وزير الخارجية أو السفير الممثل الدائم لمصر”.
وأكد عطية أن حضور رئيس الوزراء كان كافيًا لإيصال الموقف المصري، مشيرًا إلى أن كلمة مصر في المؤتمر كانت مشرفة وقوية.
تحليل غياب الرئيس السيسي
من جهته، أشار الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن غياب الرئيس السيسي كان “قرارًا محسوبًا”، موضحًا أن دور مصر الإقليمي لا يتأثر بحضوره الشخصي.
وأضاف أن مصر أرسلت ممثلها في الجمعية العامة، وهو رئيس الوزراء، بينما ترامب أراد فقط أن يقول أنا موجود وأطرح حلولًا لغزة، وكلام ترامب معروف مسبقًا، لذلك لم يكن هناك داعٍ لحضور الرئيس شخصيًا.
وأشار الزيات إلى أن غياب السيسي قد يكون مرتبطًا بالارتباطات الداخلية أو بالرغبة في توجيه رسالة سياسية بشأن موقف مصر من الحرب في غزة.
نتائج لقاء ترامب مع الزعماء العرب
عقد الرئيس ترامب لقاءً مع مجموعة من القادة العرب والمسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تمحور اللقاء حول سبل إنهاء الحرب في غزة، حيث قدم ترامب “مبادئ للسلام والحكم الرشيد” في القطاع بعد الحرب.
وقد حضر اللقاء ممثلون عن السعودية، الإمارات، قطر، مصر، الأردن، تركيا، إندونيسيا، وباكستان تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية، مع التركيز على إعادة إعمار غزة وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين.
من جهة أخرى، ندد الرئيس ترامب خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتراف عدة دول غربية — من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال — بدولة فلسطينية، واعتبر هذه الخطوة مكافأة لحركة حماس على “فظائع مروعة” ودعا إلى التركيز على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم حماس على إسرائيل عام 2023.